الرئيسية

باختصار

مجالس وميزانيات

المجلس الرئاسي . لقاءات إجتماعات . سفر ومشاركات وحضور مؤتمرات دولية وعربية وحتى محلية .. ولكن النتائج الملموسة الواقعية ذات المردود الإيجابي بهذه البلاد، وهذا الشعب لم تصل إليه من كل تلك الجولات .. ولا أي نتيجة تذكر .. أستبشر بها خيراً مقابل المصاريف والميزانيات على الطائرات الخاصة والرحلات الدولية والإقامة في الفنادق (فيرست كلاس) والمرتبات المجزية وبدل سكن وبدل مركوب .. وكل هذه المصاريف بلاشيء، ولا قدرة على تحقيق أي مشروع محلي ترى من خلاله الناس بصيص أمل من هذا الجسم الذي يأخذ ولا يعطي؛ يصرف ولا إجابة منه وليس له القدرة على معالجة أية قضية وطنية .. أو إقامة ملتقى وطني يجمع الفرقاء ويحقق ما ينادي به أكثر من ثلاثة سنوات عن مؤتمر المصالحة الذي لم نسمع منه إلا الشعارات والنداءات .. ولكن الأفعال عن كيف ومتى وأين ومن المستهدف ومن أجل ماذا؟ فهذه أمنيات المجلس الرئاسي الذي تدورحوله التساؤلات مادوره وأهميته؟! أكثر من جسم له ميزانية خيالية .. أما الفاعلية والإيجابية فلا أحد التمس منه شيء وليس له القدرة على شيء ومثله المجلس الأعلى للدولة المتخصص في المعارضة عن كل شيء لم يرق له .. لايبارك أية خطوة أو قرار فيه تقدم ورخاء للشعب .. ودائماً .. ((يا أنا ولاغيري)) إذا لم يكن رأيه نافذاً فإن كل شيء لا يكون ولايتحقق وهو مايزيد دائماً في تعميق الخلاف .. طالما الآراء والرؤى وإصلاح ذات البين الكل يراه من جانبه .. البرلمان له رأي والأعلى له رأي والرئاسي له ورؤساء الحكومات والوزراء لهم رأي ، والقادة لهم رأي والأعيان لهم رأي وعمداء البلديات لهم رأي والوكلأ لهم رأي والمخاتير لهم رأي وحكومات الظل لهم رأي ورؤساء الأحزاب لهم رأي والمقيمين في الخارج لهم رأي والدول المسيطرة على المشهد الليبي لها رأي وقادة الجيش والكتائب المسلحة لهم رأي .. وكل هذه الآراء إذا لم تتحد وتتوافق على إصلاح الحال والجلوس على طاولة الحوار إخوة من أجل هذا البلد ومن أجل شعب تتقاذفه الأمزجة وغلاء المعيشة وهو يكابد تجار الازمات وسيطرة الأجانب من أفارقة وعرب على أسواق الخضار والجملة وتغول السماسرة ورؤوس الأموال .. ومنع التهريب وضبط الحدود ورفع قيمة الدينار الليبي فإن الحال سيظل من السيء إلى الأسوأ . ولن يتحقق شيء «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم» ونحن في الطريق إليها .. لأننا فرطنا في شعبنا وفي عقيدتنا ومبادئنا وإسلامنا وتراثنا وتركنا حالنا وأحوالنا لمن لا يريد لنا الخير والاستقرار حتى تكالبت علينا الأمم وتكبلنا بقضايا مفتعلة . حرب داخلية بين الأخوة والأشقاء على أمور ماكنا نصل إليها . لأننا لم نعض على النواجذ ولم نكن على قلب واحد ولم نجعل هدفنا واحدا .. بالخبراء والمثقفين والصحفيين والأساتذة والنخب المتميزة في الطب والثقافة والتعليم والاقتصاد والزراعة وفي كل ما يرتقي إلى تقدم بلادنا ونعمل من أجل أن تزداد تقدماً ولاتكون حالنا بالمستوى الذي تعيشه من التشتت والفرقة .. حتى أصبحت بلادنا دائماً في أسفل الدول المتقدمة وفي مقدمة الدول الأكثر فوضى وعدم الأمن والاستقرار . فأين أنتم يا مجلس الرئاسي ويا مجلس الدولة من كل هذا .. ألم يكن عملكم من أجل مؤتمر المصالحة واضحاً .. كيف ومتى وأين؟ ولنجاح هذا ندعو إلى متابعة ما يكتبه كتاب الوقت وما تنشره الصحيفة.

■ عبد الله خويلد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى