مقالات

أصداء

حافة الهاوية

لن يكون الراحل إسماعيل هنية آخر شهداء فلسطن .. فالرجل منذ أن التحق بحركة المقاومة يالإسامية (حماس)  كان يدرك أن الشهادة ستكون نهاية المطاف في مواجهة الاحتال الصهيوني الغاصب . الموساد الصهيوني كان يضع الشهيد هنية في مقدمة بنك الأهداف وحاول مرارا وتكرارا اغتياله إلا أن هذه المحاولات فشلت ، إلى أن تمكنت تل ابيب من النيل منه في طهران أثناء زيارته لها للمشاركة في تنصيب الرئيس الإيراني الجديد . اغتيال هنية أكد مرة أن المنظومة الأمنية الإيرانية مخترقة اختراقا كبيرا ، وتبريرات الإيرانين حول العملية لايقبلها عقل ، الإيرانيون يسعون لحفظ ماء الوجه بالقول إن صاروخ أطلق من خارج الأجواء الإيرانية ! وإذا كان ذلك صحيح أين كانت وسائل الدفاع الجوي الإيرانية ؟ ولنفترض جدلا أن ذلك صحيح ، فكيف تمكنت الأجهزة الأمنية الصهيونية من تحديد مكان هنية بهذه الدقة المتناهية ؟ محللو السلطة الإيرانية عبر الفضائيات أشاروا إلى أن الأقمار الصناعية رصدت هاتف هنية ورقمه الخاص (واتساب) وبناء عليه حددت مكانه ! ونستغرب استغرابا تاما من استعمال هذه الحجة ، فأولى التعليمات للمطلوبن والمستهدفن ييالمنخرطن في العمل السري الابتعاد عن استعمال الهواتف وتغييرها باستمرار ، ولا نعتقد أنها بغائبة عن الكادر الأمني لحماس أو الأجهزة الأمنية الإيرانية ، ومن هنا تصبح الشكوك كبيرة إما باختراق الدائرة الاولى المحيطة بأبي العبد ، او اختراق الاجهزة الأمنية الإيرانية وهو الأقرب ، خاصة أن الموساد نفذ عديد عمليات الاغتيال والتخريب في قلب طهران ! ننتقل إلى بيروت واغتيال فؤاد شكر أحد ابرز القادة العسكرين يلحزب الله بقصف من طائرة مسيرة ، عملية الاستهداف جرت في الضاحية الجنوبية وفي المربع الأمني وهذا يعني أن الأجهزة الأمنية الصهيونية نجحت أيضا في اختراق الدائرة الأولى للحزب وهو مايتطلب مراجعة أمنية شاملة من الحزب لتأمن قياداته التى ظلت لسنوات بعيدة عن الأيادي الصهيونية. المراقبون يؤكدون أن هناك مساع دولية للحيلولة دون وقوع حرب إقليمية ، وأن يتم الاكتفاء بضربات محدودة ، فكل المؤشرات تقول أن المنطقة باتت على حافة الهاوية .

 

■ عصام فطيس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى