مقالات

وقت إضافي

الليبيون .. ورهان الوقت الراهن

إذا أردنا فعا إخراج الوطن من هذه الحال وإعادته إلى الجادة ، وكانت نوايانا الوطنية صادقة ، وأعمالنا تبذل لتخليص الوطن والخروج به من هذه المرحلة علينا أن نختصر الوقت والجهد ونذهب مباشرة إلى سؤال المرحلة ما الذي يحتاجه الوطن كي يتعافى ؟ ويغادر هذه المرحلة التي طالت، ويسمو بأبنائه الذين يستحقون حياة مرفهة وكريمة في وطن يعج بخيرات الله ونعمه . لا أدعي بأنني أمتلك إجابة كاملة عن هذا السؤال ولكنني على يقن بأن أهم ما نحتاجه كليبين ويحتاجه الوطن في هذه المرحلة ووفق ما نعيشه من ظروف هو تنقية بيتنا الليبي من الداخل من الأحقاد والتباغض ومسببات العنف المجتمعي ،ما نحتاجه هو نزع فتائل النزاعات والتناحر بن الإخوة الأشقاء ،ما نحتاجه هو جعل مصلحة الوطن فوق كل المصالح، ما نحتاجه هو إذكاء روح المحبة والتوادد بن أبناء الوطن الواحد وإبعاد كل الأيادي الملوثة الأجنبية، والليبية المجندة، لنضمن مصالحة حقيقية مبنية على مصلحة الوطن ،فا صاح لحالنا وحال الوطن دون مصالحة تجمع أبناءه على قلب واحد وتذيب الخافات والاختافات، للوتعيد اللحمة والتناغم بن مكوناته الأصيلة.. فبالرغم بأن البعض يرى بأن هناك خطوات وطنية يجب اتباعها قبل التعاطي مع ملف المصالحة الوطنية منها مثا تحقيق عدالة انتقالية يصنف من خالها المستهدفن يل وفق القوانن واللوائح المعمول بها في المحاكم والمؤسسات الحقوقية وصولا لتحقيق عدالة اجتماعية ترضي جميع الأطراف المتخاصمة والمتنازعة ويبنى عليها حوارا موسعا للمصالحة ، قد لا نختلف كثيرا مع أصحاب هذا الرأي إلا أن الوقت لم يعد في صالح بادنا ومن حولنا ل بلدان العالم تتسابق وتسابق الزمن لحجز مكان لها ومكانة في الخارطة الدولية الجديدة ، حيث لا مكان للضعفاء والمتخلفن علميا وتقنيا وللراقصن على جثث أوطانهم ، علينا أن لا نضيع مزيدا من الوقت ونتجه إلى مصالحة وطنية شاملة مشروطة بعدم وجود أي أطراف أجنبية -قربت أم بعدت- ولا أصحاب أجندات تمس بسيادة الوطن واستقالية مواقفه الداخلية ل والخارجية ولاذوي أغراض ومصالح تضر بوحدة الوطن ونسيجنا الاجتماعي ..علينا أن ننطلق من ثوابتنا المحلية لنجعل منها أدوات لرأب الصدع وإعادة اللحمة وتحقيق سلم اجتماعي يعول عليه في بناء دولة عصرية كما يريدها الليبيون، ولنا في التجارب الدولية العديد من الأمثلة المؤكدة على أن الشعوب التي عاشت صراعات داخلية وحروب أهلية لم تتعاف وتحقق سلمها الاجتماعي إلا بإبعاد الأجنبي عن طاولة حواراتها الداخلية والاعتماد كليا على الفاعل المحلي، والمثال الأقرب لنا رواندا وتجربة ” الغاتشاتشا ” التي اعتمدت على تقاليد المجتمع الراوندي المحلي ونجحت في تحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء أثار الإبادة الجماعية التي حصلت بها . كما حققت أوغندا عبر تقاليد “ا لأشولي” المصالحة الوطنية وخرجت بشعبها من حالة الحرب الاهلية إلى الاستقرار . وتجربة الهند أيضا، وجنوب أفريقيا، وإندونيسيا ،والجزالر وغيرها من الدول التي خرجت من صراعاتها الداخلية ونزاعاتها المحلية بمصالحة اعتمدت أساليب وطرقا وأهدافا وطنية مكنتها من إعادة اللحمة الوطنية وتحقيق استقرارها كخطوة لمواصلة مسيرة البناء والتنمية والتقدم .

■ الفيتوري الصادق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى