مقالات

وزارة الزراعة والثروة الحيوانية إلى أين ؟

عبر كل الحكومات المتعاقبة أنا شخصيا لم أسمع باسم وزير الزراعة والثروة الحيوانية كما إنني كغيري من الذين سألتهم عن من هو وزير الزراعة في حكومة الوحدة الوطنية الآن لم أجد من يعرفه..!!هل هي وزارة بلا مهمة تقوم بها ..أو مسؤوليات حملت أمانتها وتقاعست عنها.. على الرغم من أنها من الوزارات ذات الأهمية القصوى في مسيرة البناء لكل الدول .. وتعتبر من الوزارات الاستراتيجية التي تعمل على الحد من الفقر من خلال دعم صغار الفلاحين والإدارة المستدامة للأراضي الزراعية وإعادة هيكلة المشاريع الزراعية وإقامة الجديد منها واستصلاح الأراضي القابلة للزراعة بما يضمن دعم الانتاج الوطني بتوفير الغذاء …كما أن دورها في تنمية الإنتاج الحيواني يدخل في صلب تخصصها فهي ملزمة بحكم قرار إنشائها بالتوسع في مضاعفة الثروة الحيوانية والاعتناء بها .. فإذا كانت المراعي الطبيعية توفر ما نسبته 30 % من حاجة غذاء هذه الثروة فإن وزارة الزراعة ملزمة بتوفير 70 %من الأعلاف المركزة .. ولكن هل كان لوزارة الزراعة والثروة الحيوانية دور قامت به حتى الآن ؟ والإجابة تقول إن هناك تقصيرا في هذا الجانب .. وللتدليل على ذلك أريد أن تركز على نقطتين هامتين تدخلان في صلب مهام وزارة الزراعة وهما : أولا من المعروف إن منطقة الجبل تشتهر بأشجار التين وكانت مصدرا رئيسيا لهذا الإنتاج خلال فصل الصيف حيث يتم استهلاك هذه الثمار طازجة وما زاد عن الحاجة يتم تجفيفه لبيعه في غير فصله أو استهلاكه في شهور السنة الأخرى ..هذه الثروة من أشجار التين التي تكثر بمنطقة الجبل وسهل الجفارة الذي تزرع به هذه الأشجار بعليا بالاعتماد على مياه الأمطار منذ سنوات تعرضت هذه الأشجار إلى الإصابة بحشرة (العنكبوت) حيث يلاحظ الفلاح غبارا ابيض على أوراق الشجرة سرعان ما يؤدي إلى جفاف الأوراق وسقوطها ثم تبدأ الأغصان في اليباس لتموت الشجرة أخيرا بشكل نهائي ..وهذه الظاهرة موجودة الآن على نطاق واسع وخاصة في منطقة جنوب غرب ليبيا وأعني بذلك المنطقة الممتدة من وازن غربا وحتى الجوش والحرابة شرقا .. هذه المنطقة توقف بها إنتاج أشجار التين بشكل نهائي نتيجة لعدم قيام وزارة الزراعة بدورها المنوط بها في مقاومة الآفات الزراعية عبر توفير الآت الرش والمبيدات الكيماوية .. والفرق الفنية المهيأة لهذه المهمة. ثانيا هذه المنطقة اشتهرت أيضا بتربية الأغنام وإلى عهد قريب كانت تشكل رافدا أساسيا لسوق اللحوم وتوفير حاجة المواطن منها .. إضافة إلى دورها أيضا في توفير جزء من حاجة الناس للأضاحي مما حافظ على أسعار معقولة في متناول أغلب المواطنين .. ونتيجة لسنوات الجفاف المتتالية التي تعرضت لها المنطقة فقد تدنت حرفة تربية الأغنام من قبل أغلب العائلات واتجهوا إلى انشطة أخرى لا تضيف شيئا للدخل الوطني؛ بل ساهمت في ارتفاع اسعار اللحوم والأضاحي بشكل غير مسبوق .. ويرجع السبب إلى ارتفاع اسعار الأعلاف سواء منها الجافة أو المركزة .. وعدم قدرة المواطن على شرائها .. وفي الختام فإنني أعود إلى هذه الحشرة التي أصابت أشجار التين بمقتل فقد امتدت عدواها إلى أشجار الزيتون والنخيل والرمان وأصبحت تعاني من سقوط الثمار قبل نضجها نتيجة لإصابتها بالتعفن .. الأمر الذي يشكل خطرا على هذه الثروة من الأشجار المثمرة إذا بقى الحال على ما هو عليه من تجاهل للصعوبات التي تواجه الفلاح والمربي مع التأكيد على أن الثروة الزراعية والحيوانية عاملان مهمان لتوفير الغذاء وحماية الأمن الغذائي للبلد وإهمالهما لن يؤدي إلا إلى الاستيراد من الخارج مثل اللحوم أو العودة إلى شراء التين المجفف من إيطاليا كما كان الحال في فترة ما . وأتساءل كغيري من المواطنين متى تنهض وزارة الزراعة والثروة الحيوانية بدورها ..وتترجم مسؤولياتها عملا ينجز على أرض الواقع؟

■ عبدالله مسعود ارحومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى