أعطت النظرية النسبية للمثابرة درجة تفوق الذكاء، فالمثابر يستطيع الفوز على الذكي ، من خال مثابرته،لكن ليس معنى ذلك أنه لا يخفق ،فالفشل طبيعة الحياة ، ومعالجة الفشل يكون بتكرار المحاولة، ولعل (أديسون) خير دليل على كثرة محاولاته، لإختراع الكهرباء، حيث وصف في مذكراته ان كل إخفاقاته أكتشافات على الطريق بغية الوصول إلى الهدف وهو( النجاح) . فالمثابر للأسف عندما يفشل يواجه (فحيح التنمر)، الذي ربما يقضي على طموحه، إن لم يشعل سراج التحدي في نفسه ، ويكرر المحاولات إلى أن يضفر بالنجاح، وعندما ينجح، سوف يوجه سهام من نوع آخر ألا وهو (الحسد) .لكن ثقته بالله سبحانه وتعالى، ثم بنفسه ينتصر على تلك الاسهم ،بل ترجع على أصحابها .. سبحان الله يفشل فيواجه التنمر القاتل ينجح فيواجه فحيح الحسد .. إنها الأمراض الاجتماعية، التي في مسيس الحاجة إلى معالجة، فالتنمر سلوك شيطاني حذر منه الإسام في كثير من الآيات، لعل منها قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم) . والحسد مرض قاتل يؤدي بصاحبه قبل غيره إلى الهاك، وقد نهى النبي عن الحسد بقوله صل الله عليه وسلم في الحديث عن ابي هريرة (لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغصوا) . ولعل ما وصف الشاعر به الحاسد خير دليل على ما ياقيه من ضنك لفي حياته .. أصبر على كيد الحسود .. فإن صبرك قاتله .. كالنار تأكل بعضها .. إن لم تجد ما تأكله .. وحفظكم الله من شر التنمر والحسد .
■ الدكتور : خليفة العتيري