الدول الفاشلة هي التي تعجز عن القيام بوظائفها تجاه رعاياها وتصبح غير قادرة على طرح رؤاها الاقتصادية، ورفع مستوى الرعاية الاجتماعية لمواطنيها وفقدانها السيطرة على أمنها الاستراتيجي وأمنها الغذائي ، تدريجيا أمام ضغوط الديموغرافيا التي تؤدي إلى انخفاض نصيب الأفراد من الاحتياجات الأساسية وازدياد حركة النزوح العكسية من الريف إلى المدينة وربما إلى خارج الدولة، كما تؤدي إلى تفشي انتشار ظاهرة هروب العقول والكفاءات إلى خارج الوطن بحثا عن حياة ومستوى معيشي افضل .. فكيف يمكن للدولة أن تكون مقنعة وتكسب ثقة المواطن ؟ لكي نعيد الثقة في الدولة يجب أن يعترف ، المسؤول بأخطائه أمام المواطن وأن يشعره أنه أجير لدى الشعب ، وبأن يكون ولاؤه للوطن .. حتى يحس المواطن بالاطمئنان وهو يرى الدولة تحارب الفساد وتعمل للقضاء على أسبابه وتقديم الفاسدين والمفسدين إلى العدالة وتفعيل قانون الإثراء غير المشروع ، من أين لك هذا ؟ من خال لجان قضائية ، تقوم بجرد حسابات كل المسؤولن في الدولة وكل البرلمانين يوالمتنفذين الذين تغيرت أحوالهم ووضعهم المعيشي بن عشية وضحاها ! وعدم الانسياق وراء التوجيهات الخارجية، التي ترمي إلى التضييق على المواطن البسيط ، تارة برفع الدعم عن السلع والمتاجرة في قوت أطفاله ، وطورا بمحاولة ملء خزائن المسؤولن على حساب جيب يالمواطن وإفقاره ، بقرارات عشوائية ، ساهمت في ارتفاع سعر الدولار أمام الدينار الليبي دون النظر إلى انعكاسات وتبعات ذلك على حياة المواطن ومستواه المعيشي ، وبأن كل هذا التخبط لن يحل المشكلة بقدر المساعدة على تفاقمها وتوسيع الهوة بن الأثرياء الذين سيستغلون هذه الزيادات ليزدادوا ثراء وبن المواطن الذي سيعاني تبعاتها ويزداد فقرا، وإبقاء ليبيا دولة فاشلة وفريسة لإجراءات وقرارات وشروط البنك الدولي !فالأمن الحقيقي هو في عدم شعور المواطن الليبي بأن حياته أو إحدى قيمه مهددة ، بأي شكل من الأشكال ،ما يعني أن أولى مهام كل القوى الأمنية باختاف مسمياتها ليس حماية المسؤول فقط وإنما أيضا حماية موارد الدولة وثرواتها وفرض هيبتها بين الدول، ويتعدى المفهوم الضيق للأمن ليشمل كل ما يحقق رفاهية المواطن وحقه في التمتع بكل ما يكفله له القانون من حياة كريمة ، ابتداء من الأمن الغذائي من خال محاربة احتكار السلع للحد من غاء الأسعار مرورا بحقه في العاج والتعليم وانتهاء بمحاربة الفساد وكل ما يتعارض مع القيم الأخاقية للمجتمع ، حتى يشعر المواطن بالانتماء للوطن ويكون أول المدافعن عليه .
■ عون ماضي