مقالات

أبيض x أبيض

الآراء المتعددة والتفكير النقدي

التعددية في الرأي تعد عنصرًا أساسيًا في بناء مجتمعات قوية مترابطة و متقدمة، تعكس الطبيعة البشرية المتنوعة و الاختلافات الفردية و الاجتماعية التي تؤثر حتما في تكوين وجهات النظر داخل المجتمعات.كما تعكس بالضرورة التجارب الشخصية و الخلفيات الثقافية و الاجتماعية التي تتشكل غالبا عبر التعلم والتعليم و مستويات المعرفة التي يكتسبها الشخص وفهمه للأمور ورؤيته للعالم داخل البيئة المحيطة – الاقتصادية و السياسية، و الاجتماعية – و تأثيرها على تفكير الأشخاص و تقييمهم للأحداث.ومن هنا تظهر أهمية الشخصية الفردية و الصفات التي تشكلها و تكتسبها عبر كل تلك المؤثرات السابقة، فيتولد الانفتاح على التجارب الجديدة و الميل للتفكير النقدي أو الميل نحو التمسك بالآراء التقليدية.من هنا يجب علينا الاقتناع والاقناع أن التعددية في الآراء ظاهرة طبيعية و صحية تعكس تنوع المجتمع وتعزز من فرص التطور و النمو ومستوى الفهم الشامل و العميق للقضايا المجتمعية، وقد تسهم بدورها في تحسين عملية اتخاذ القرارات من خلال الاطلاع على وجهات نظر متعددة يمكن الوصول إلى حلول أكثر شمولية و فاعلية، جديدة وغير تقليدية في صياغة القرارات و السياسات و زيادة التفاهم والتسامح و فهم واحترام وجهات النظر المختلفة و تعزيز العلاقات الإنسانية و التقليل من النزاعات.الآراء المختلفة تساعد حتما الأفراد على توسيع مداركهم و تطوير تفكيرهم النقدي، وتلعب التأثيرات الثقافية و الاجتماعية دورًا كبيرًا في تشكيل وجهات النظر. وهنا يأتى دور الإعلام بمختلف و وسائله و وسائطه في تشكيل وجهات النظر لدى الأفراد، و يؤدي إلى تباين الرؤى حول عدبد من القضايا المختلفة، وهذا بدوره يعزز التفكير الاستقلالي و القدرة على التحليل النقدي الذي يساعد بالضرورة على التطور والتغير الذي يمر به المجتمع و العالم. من هناعلينا الإدراك أن تباين في وجهات النظر وتعدد الآراء و الاختلاف حول الرؤى في مسائل حياتنا ومجتمعنا هو نتاج لاختلاف الظروف و الزمان .

■ الدكتور : عابدين الشريف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى