إن جلست أمام التلفاز وقلَّبت القنوات سنشاهد العديد من القنوات المحلية تعرض برامج حوارية وضيوفها من المحللين السياسيين والاقتصاديين الذين صدعوا رؤوسنا ومنذ سنوات بتحليلاتهم التى يغلب عليها الطابع التنظيري وإبداء الآراء ووجات النظر التي للآسف لم ولن تجد آذاناً صاغية منوصناع القرار الذين لا يعيروناهتماماً لهذه الآراء التي لم تسهم إلا في ارتفاع نسبة المشاهدة لهذه القنوات والتي لم تترجم إلى واقع عملي يستفيد منه المواطن ويتغير حالة إلى الأفضل . ومع احترامنا لهذه الآراء ولهذه التحليلات التي يقدمها لنا أكاديميون وخبراء في مجالاتهم المخلفة سواء السياسية أو الاقتصادية ، إلا أننا سئمناها وسئمنا سماعها لأنها لم تغير شيئاً في الوضع المتردي الذي عليه بلادنا جراء الانقسام السياسي وعدم التوافق بين الفرقاء السياسيين إننا كمواطنون متضررون من هذا الوضع لا نريد كثيراً من التنظير السياسي والاقتصادي بقدر حاجتنا لإجاءات عملية تحقق الرفاهية الاقتصادية وتنقلنا إلى وضع أفضل ينتشلنا وجدوا في هذا الوضع فرحتهم لابتزاز واستغلال المواطن الذي هو دائماً الضحية وهو من يدفع الثمن جراء هذه السياسات التي لم تتغير منذسنوات رغم أصوات وآراء المحللين التي تضع الحلول أمام الساسة وصناع القرار ومادام هذا التنظير الإعلامي لم يجدِ نفعاً ولم يجد من يوليه اهتماماً فكفانا منه وأريحوا أعصابنا منه وتوجهوا به عبر وسائل أخرى غير وسائل الإعلام لربما يكون ذلك أفضل لكم ولنا وتكون الاستجابة سريعة من أصحاب القرار الذين يبدو أنهم لا يتابعون وسائل الإعلام ولا يهمهم مايبث من خلالها وإلا لأخذوا بآرائكم وانعكس ذلك على حياتنا اليومية بالرفاهية والإستقرار السياسي والاقتصادي ولكن يبقى كل ذلك كلاماً نظرياً لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يغير شيئاً من واقعنا .
■ محمد المبروك خليفة