لعلنا نتفق جميعا أن أهم أسباب تأخرنا هو غياب الوقت كقيمة عن قاموس القيم الليبية .. فالليبيون ككل إخوانهم في البلدان العربية وبلدان العالم التي تشاركنا التخلف لا ينظرون للوقت كقيمة ولا يتعاطون معه كثروة قيمية تفوق قيمتها كل الثروات والكنوز وما اكتسب الإنسان من نعم ، لهذا تجدنا كمجتمع نهدر الوقت ونمضي غير مكترثن بالرغم من أننا نعد من أكثر الشعوب العربية والإسمية ا محافظة وتمسكا بتعاليم العقيدة الإسمية ا التي تحث الإنسان على استثمار الوقت بطريقة مُثلى لصالح الفرد والمجتمع . وتأكيدا على قيمة الوقت أقسم الله سبحانه وتعالى بالوقت في كتابه الكريم في العديد من السور والآيات القرآنية، حيث أقسم بالليل والنهار والفجر والعصر، والضحى ، وذلك للتأكيد على أهمية الوقت، وتنبيها على ضرورة المحافظة عليه وعدم إهداره فيما لا يرضي الله وفيما يتعارض ومصلحة الفرد والمجتمع . كما نبه النبي صلى الله عليه وسلم على أهميته فقال (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ) وقال صلى الله عليه وسلم أيضا (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه … إلى آخر الحديث) كما نجد في موروثنا الإسمي الكثير ا من الأمثال والحكم المعبرة عن أهمية الوقت والداعية إلى احترامه والحفاظ عليه وعدم هدره فيما لا يفيد “الوقت كالسيف إن لم تقطعت قطعك” ،”الوقت من ذهب إن لم تدركه ذهب” ،وغيرها الكثير سواء في موروثنا العربي والإسمي أو في موروثنا المحلي .. ولكن ا للأسف لم تعد لهاته الأمثال والحكم وجود في واقعنا حيث نهدر الأيام والشهور والسنوات بطريقة عبثية دون أن ندرك أننا بذلك ضيعنا ثروتنا الأغلى . ينبفي علينا أن نعيد للوعي الجمعي الشعور بأهمية الوقت على المستوى الفردي أو المجتمعي ،كما يتحتم علينا غرس هذه القيمة وترسيخها لدى النشأ عبر مختلف الوسائل التربوية والتعليمية علنا نعوض ما خسرناه ويكون طموحنا واقعيا ،وأملنا مبني على أسس في أن يكون لمجتمعنا موقعا ومكانة بن بقية المجتمعات والشعوب التي تفطنت مبكرا لقيمة الوقت فاحتلت الصدارة .
■ الفيتوري الصادق