ما نعرفه عن مدينة الزاوية التي ولد بها والدي رحمه الله إنها مدينة العلم والثقافة والكرم والرجال الأوفياء والاسرة المتماسكة والمحافظة والمجتمع المتعاون الذي تجمعه الأفراح ويخفف من الأتراح كما أن مدينة الزاوية واحدة من أهم مدن الإنتاج الزراعي، وكان يتوفر بها مصنع للطماطم الذي يمتاز بجودة إنتاجه وتتاح فيه فرص العمل للراغبين في العمل من خارج المدينة، والزاوية إحدى المدن الليبية التي تحتضن الليبيين كافة. حتى وقت قريب كان الذهاب إلى مدينة الزاوية يعد فسحة خاصة أن لها مكانة اجتماعية إذ يتغنى بها في الأفراح (يجعل ليلتنا ضاوية كيف طريق الزاوية) لكن فجأة تغير حال المدينة وأصبحت تزهق أرواح شبابها في معارك خاسرة أحدثت شرخا اجتماعيا ما كان ليحدث لو حكمنا لغة العقل عن حماسة التهور ،ولمجرد أن تطفأ لهيب معارك مسلحة؛ تشتعل أخرى لتذهب بأرواح آخرين في مشاهد تبعث الانزعاج والتوتر والحسرة على مدينة كان يعمها الهدوء والسلام إلى مدينة يكاد يغادرها الحمام، لكن الزاوية لن تخلو من العقلاء والأتقياء الذين هم قادرون على رأب الصدع وتهدئة النفوس لتعود الزاوية كما كانت مدينة هادئة يجمع أبناءها الود والمحبة والتعاون جاهزون دائما لنصرة الوطن وتأكيد سيادته كتلك الهبة التي قاموا بها في الستينات مطالبين بإجلاء القواعد الأمريكية من على تراب الوطن نعم هذه الزاوية التي نريد حفظ الله أهلها جميعا .
■ امحمد ابراهيم