مقالات

حديث الثلاثاء

نص فائق وكتابة غير خطية

أهم ملمح يمكن أن يفرق بين إمكانية تخطي الصحفي مرحلة الإعلام الجماهيري legacy«« media إلى عصر الإعلام الجديد novel«»media، قدرته وقوته على امتلاك واتقان التقانة ومعرفة استخدام أدوات تلك التقانة الحديثة في إنجاز المهام الإعلامية، وهي في الحقيقة علاقة طردية بكل المقاييس.والأمر كذلك ينعكس تماما على المضمون فيما يعرف بالكتابة الخطية السردية linear text في الإعلام الجماهري والكتابة غير الخطية « كتابة المقاطع والكتل non linear writing« في وسائل الإعلام الجديد، فكلما تحقق مستوى متقدم للصحفي من امتلاك ناصية كتابة الكتل كلما ابتعد عن خرافات الكتابة السردية إن صح التعبير.نقول هذا الكلام ربما لأن أغلب الصحفيين لا يشعرون بقيمة ذلك ولا يتلمسون أهميته فيكفي الإشارة هنا إلى مسألة اتقان النص الفائق في الكتابة الإلكترونية التي لا يدركها ولا يتعامل معها أحد من الصحفيين بشكل روتيني يومي رغم قِدمها.تبقى الإشارة على أنه يجب التفريق بين مراحل الاتصال التاريخية الثلاثة» الجماهيري» من صحافة إذاعة وتلفزيون، وبين «التقليدية» إشارة وتخاطب وتدوين وكتابة واتصال شخصي وجمعي ومرحلة الاتصال «الجديدة» مابعد الإنترنت، فقد استنزفت مرحلة الاتصال التقليدية من رحلة الاتصال الإنساني قرابة 86 % بعد أن انتهت باختراع الطباعة منتصف القرن الخامس عشر، لتظهر بعدها مرحلة الاتصال الجماهيري التي تعاملت معها البشرية ما يقرب عن %9 من عمرها، أي من العام 1450 إلى مطلع 1993م، بما يقرب من خمسة قرون، ثم برزت بعدها بشكل لافت وقوي مرحلة الإعلام الجديد بداية تسعينات القرن الماضي بانتشار شبكة المعلومات الدولية وتدشين عصر التفاعلية والإعلام الجديد الذي نحياه إلى اليوم بكل تفاصيله حيث تجاوز هذا العصر حتى تاريخ اليوم تطبيقات الذكاء الاصطناعي وما بعد الحقيقة إلى انترنت الاجسام، وربما وصولا إلى تقنيات أخرى لم نتطلع عليها أو تتناهى إلى مسامعنا .

 

■ الدكتور : عادل المزوغي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى