ما أصابنا ولم يكن فينا .. شيء عجيب .. لاهو دخيل ولافتنة كانت نائمة حتى انتشرت وتوسعت ولاهو حالة نفسية .. ولاهو مرض، أو قلة وعي وفهم وإدراك؛ بل هو أحقاد دفينة ظهرت وتوسعت وتغلغلت في القلوب والنفوس .. وأصبحنا لانطيق بعضنا بعضا؛ لانكيد ولانتفاخر ولانجاهر إلا بالأحقاد والنميمة والقيل والقال والتنمر، ونتفنن بعناية في البحث عن الأخطاء والزلات لنكيد للآخرين ،. والشعوب تزداد تقدماً وتطوراً وحباً لبلدانها والتمسك بمبادئها وتراثها وعاداتها وتقاليدها وتبحث وتعمل في وسائل التقنية والابتكار لتزداد معرفة وترسيخ لجذور المعرفة والثقافة والفن والتجدد والسعي نحو الاتجاه الذي من خلاله نرتقي سلم التقدم بالإعمار والبناء والتجديد والتميز والتطور في الصناعة والزراعة والعلم والتقنية؛ ماكان علينا البحث وراء الاصطياد لكل المكائد والتنكيل والإقصاء لبعضنا بعضا بالترصد قلة الأدب وماذا يفعل فلان وماذا يعمل علان .. من أجل المال ومن أجل أن تكون في المنصب حتى إن كنت غير جدير به، ونناصب العداء ؛هذا كان؛ وهذا فعل، وهذا قال، وهذا كتب .. وأصبحنا ندور في دائرة مغلقة وضيعنا الطريق الذي ينير الدرب ونخرج من سلوك ومنهج التخلف والجهل الذي لايبنى ولايعمر. علينا أن نعي جيداً لما هو قادم ونحمي أبناءنا وأجيالنا وبلادنا من مؤامرات الدول التي لاتريد لنا ولا لوطننا الخير والاستقرار؛ الوطن الذي نعيش فيه جميعاً؛ دين واحد وعقيدة واحدة .. لماذا نسمح للآخرين أن يعكروا علينا صفوة وتراب ومياه وسماء وشمس هذا الوطن وننقاد إلى أفكار ليست منا ولافينا لا مذاهب ولا كتل ولاطوائف؛ أجدادنا وأباؤنا عاشوا على الحلوة والمرة وقارعوا الاستعمار في كل ربوع ليبيا وسجلوا معارك نضال وشرف؛ دفاعاً عن تراب واستقلال هذا الوطن الذي ننعم اليوم بخيراته.. ماعرفنا عنهم إلا ملاحم الجهاد المشرفة ضد الغزاة المستعمرين؛ من الإيطاليين إلى الإنجليز إلى الأمريكان، لايعرفون نفطا ولا دولار ولا هذا شرق ولاهذا غرب؛ من الجبل الغربي والساحل يجاهدون في الجبل الأخضر والجنوب وفي كل ربوع ليبيا .. نصب تذكاري لمعارك لجهاد ضد الغزاة فكيف اليوم نسمح بالدخلاء بيننا حتى وصلوا إلى ضرب عقيدتنا وتشويه ديننا .. ونحن الذين يضرب بنا المثل في التآزر؛ نختلف في الرأي ولكن لانختلف على الوطن المرتوي بدماء الأبطال قديماً وحديثاً .. انتبهوا للعقلاء وأنصتوا لصوت الحق وأدركوا أننا نسير في طريق شائك ماكان علينا السير فيه .. وتيقنوا أن ليبيا لكل الليبيين، وأن الوطن إذا ضاع لا أحد يعطينا وطناً، وإذا ضاع شبابنا بالمحذرات والتهريب وترك مقاعد العلم .. فهذا بداية ضياع الوطن . انتبهوا أيهاالسادة المسؤولين، فإن الأيام تمضي والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، والتاريخ لايرحم والموت بعزة أشرف من الحياة بذل وخنوع .
■ عبد الله خويلد