يقال إن الوَفَاءُ أخو الصِّدْقِ والعَدْل وهو من أعظم القيم والصفات الإنسانية، وينبت من طينة الأخلاق الحميدة وينمو لدى النفوس الشريفة، عندما تمتلكها شخصيًا وتكسبك الاحترام وتمنحك إحساسًا يسمو فوق كل أحاسيس النفس البشرية ، ويعزز العلاقات الإنسانية الاجتماعية ولا يفقد أثره مهما طال الزمن . له وجوه عديدة في حياتنا اليومية فوفاء الأبناء للآباء والعكس، ووفاء الأصدقاء والجيران لبعضهم، وعلاقة المعلم بالطالب تبنى على الثقة واستشراف المستقبل والاحترام المتبادل والتقدير الذي تتوجه مبادرات الوفاء على مر الزمن، وكذلك هو سلوك يعكس ثقافة متحضرة متأصلة في تعاليم ديينا وقيمنا الاجتماعية ، وبه تُرفع مكانة الأستاذ وتقدر دوره و مسؤولياته على كل المستويات. أن يكون المرء وفيا فذلك يحتاج إلى شخصية قوية ومميزة تدرك بوضوح طبيعة اختياراتها، ومسؤولة بحزم عن قرارتها، فالوفاء للاختيار والقرار أيضا، يتطلب أن يقتنع المرء تماما بهم ليظل وفيا لمبادئه و كون أساساً لبناء علاقات صحية ومستدامة، عندما يكون الشخص وفيًا للآخرين، فإنه يؤكد لهم بأنه يمكن الاعتماد عليه ويعزز الثقة والاحترام ويرسخ التعاون ويعكس المسؤولية والالتزام والحرص على بناء العلاقات القوية وفق قاعدة سليمة. لذلك يقال الوفاء غالي فلا تتوقعه من رخيص، وكما قال الشاعر : لا خَيرَ في وِدِّ امرِئٍ مُتَلَّون .. إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ يَلُ .
■ الدكتور : عابدين الشريف