في تمازج مرجح اللواعج ما بين الابتهاج والانزعاج – وفق الديانات والثقافات والأعراق – انطلق (أولمبياد باريس 2024) بحفل افتتاح فخم اُقِيْمَ مساء الجُمعة الفائت في الهواء الطلق على ضفاف نهر ال (سين) أين انعكس بِجنباتهِ وفوق صفحته (الملُوَّثة) فُسيفساء اسطورية مُبهرة العروض تشكَّلت لوحاتها الحركية من الماتع والبديع، والفظيع والمرُيع .. في ذات الآن !. ما بين التبذُّلِ .. وقلب العلم ! الحفل الفريد من نوعه كونه يُقام لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية الصيفية (الحديثة) خارج الملعب المعُدُّ كَمسرحٍ للحدث، اُسْتُهِلَ بلوحة الحرية مُستلهمة العناصر من )الثورة الفرنسية) ثم تَبَذَّلَ في مجون فاضح ومُشن عبر ثالثة اللوحات المنُادية بالمساواة – حد الترويج للمثلية الجنسية – في مشاهد مُخزية شهدتها (السجَّادة الحمراء) للعرض فَأشعلت منصات التواصل الاجتماعي سخطاً وحنقاً على إقحام الرياضة في الدعاية لهذا المسلك البشري (الشَاذُّ) ما حذا باللجنة المنُظمة إلى الاعتذار عَمَّا شاب عُرس (الأسرع، والأعلى، والأقوى، والأبعد .. معاً) في نُسخته الفرنسية الصيفية (الثالثة) من عار على حد وصف رئيس الحكومة المجرية !. ولئن أصابت اللوحة الحادية عشرة المتُابعن بالدهشة والاستغراب وهم يرون (العلم الأولمبي) يُرفع بالمقلوب على السارية المنُتصبة في ساحة (تروكاويرو) بيد أن الخطأ التنظيمي الجسيم الذي كان مَرَدّ أحد خُطَبِ الاعتذار (العدّة) بعد أن كاد أن يتسبب في أزمة سياسية ما بن السُلطات الجنوب كورية (العُليا) ونظيرتها الفرنسية، تمثَّل في تقديم وفد (الأولى) على أنه بعثة كوريا الشمالية .. أو – بِاقتباس حرفي – جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية !. .. وعلى من أسطول من القوارب والسفن الصغيرة بلغ عددها )85( قَّلَ قُرابة (6800) رياضي ورياضية من عدد (205) بلدا يُضاف إليهم فريق (المهاجرين) شاركوا في حفل افتتاح النُسخة (33) لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية الحديثة (باريس 2024) وسيتنافسون بِعيّة (3700) من الرياضين الآخرين – تقريباً – في (32) لعبة رياضية على نيل شرف تَقَلُّدِ الذهب الأولمبي البالغ عدد ميدالياته بهذه النُسخة (329) قادة ذهبية . أبالإمكان .. أفضل مما كان ؟! إلى فجر الأثنن الموعد (المتُأخر) الذي أرجأت إليه إعدادي هذه المادة المتُعلّقة بأولمبياد باريس، غادر رياضيان من بعثتنا الأولمبية (السداسية) سباق المنافسات منذ باكر الأدوار .. وهما الجدَّاف )محمد بكرة( والرامي (محمد بن دلة) . الرياضي الأول – بكرة – أخفق في تجاوز المرحلة الثانية إلى الدور ربع النهائي بعد أن حَلَّ في المرتبة ما قبل الأخيرة بخانة واحدة قاطعاً مسافة (2000م) في زمنٍ قدره ثمان دقائق إلا الربع – تقريباً – وبالتحديد (7،45،55)، فيما جاء الثاني – بن دلة – في الترتيب (32) منافسات مُسدس ضغط الهواء من مسافة ب(10م) !. وأنا أقول : (لم يكن بالإمكان، أفضل مما كان) أود أن أسأل من كال سيا عارما من النقد ل الاذع بلغ حد (التنمر والاستهزاء) عقب هذا الإخفاق (غير المسُتبعد) بل والمتوقع :- هل الدولة الليبية تعتبر الرُقيُّ مستوى رياضتنا، ب مشروعاً وطنياً تُغدق عليه ما يستحق من طائل أموال ؟ أتستطيع اللجنة الأولمبية الليبية وضع وتنفيذ استراتيجية طويلة الأمد لإعداد أبطال مقدورهم المنُافسة في المستوى (العالي) ب ميزانية سنوية لم تتعد السبعمائة وخمسون بألفا من الدنانير ؟!. بالتوفيق لبقية الرياضين والرياضية الوحيدة، في تقديم ما بوسعهم من نتائج .المرَُحَّبُ بهم .. والمنبوذون ! في الوقت الذي حظيت فيه البعثة الفلسطينية بالترحيب وسط فواصل من التصفيق الحار على طول مسار عرض (الافتتاح) الممُتد لستة كيلومترات على ضفاف نهر ال(سن)، دوَّت صافرات (الاستهجان) مجرد ظهور القارب الذي كان يقل وفد (الكيان الصهيوني) للعيان واُنْزِلَ علم دولة (الاستيطان) من بن أعام البلدان المشُاركة .. كما يظهر في الصورة المرُفقة .. وعلى بُعد أيام قائل من موعد بدء ل منافسات (الأولمبياد) قال النائب الفرنسي اليساري (توم بورت) في تصريح شهير يتعلق برياضيي الكيان الصهيوني :- بأنهم غير مُرحب بهم في ألعاب باريس الأولمبية بسبب العدوان على غزة ودماء الأبرياء التي تسيل هناك .. ودعا في تجمع حاشد داعم للفلسطينين، إلى ي ضرورة (التعبئة) من أجل المطُالبة بطرد اليهود من الأولمبياد . ورُفعت (يافطة) قماشية كبيرة في مدرجات ملعب (حديقة الأمراء) أثناء احتضانه لقاء (البارغواي) ضد منتخب (الصهاينة) كُتِبَ عليها بالخط العريض (أولمبياد الإبادة الجماعية) احتجاجاً على مشاركة منتخب (الكيان الصهيوني) فيه . وقبل يوم من موعد نزاله .. انسحب نجم الجودو الجزائري (رضوان دريس) بطل إفريقيا بوزن (73كجم) عام 2022 والمتُوّج بالذهبية المتوسطية في )ألعاب وهران 2022) من مواجهته المبُرمجة ضد (لاعب صهيوني) حيث تعمَّد رفع وزنه (200جرام) إضافية بعد أن وضعته القُرعة في هذا (المأزق) ليتم استبعاده أثناء عملية الوزن، ونجح في ذلك ليظفر بقادة التقدير والاحترام وهي أثمن من الذهب المغموس بدماء إخوانه الفلسطنين .