نشر الصديق العزيز الأعز دكتور إدريس القائد إدراجا عن قصيدة “القمر الأحمر” منذ أيام في الفيسبوك، فكتبتُ الرد التالي على ما أدرج : جميل ورائع هذا السرد والتحليل ، أجدت الغوص عزيزي الفاضل في أعماق هذا العمل الغنائي البديع ، الذي كان من أًوائل الأعمال التي عرفنا بها الفن الغنائي والموسيقي المغربي الرائع. بالمناسبة أنا تعرفت على الفنان المبُدع عبد الهادي في صيف عام 1988، عندما التحق بنا للمشاركة في حفلات أول فرقة وطنية للموسيقا تشكلت في ليبيا من تجميع موسيقيي بنغازي وطرابلس وسبها ومصراته ، بلغ عدد أعضاء الفرقة ستون عازفا ومنشدا ، وكنتّ قائداً ومدونا موسيقيا للفرقة ، وكانت بإشراف الأستاذة الشاعرة فوزيه شلابي ، ولجنة فنية متكونة من الأساتذة : محمد مرشان ، يوسف العالم ، عامر الحجاجي ، و عبد الحميد قشوط ، رحمة الله عليهم جميعا ، وكانت اللجنة برئاسة المرحوم الفنان علي ماهر . جاء الفنان الشيخ عبد الهادي بالخياط لأداء بعض الأعمال الغنائية من بينها قصيدة بعنوان (لا تقتليه) من كلمات معمر القذافي ، ولحن علي ماهر رحمة الله عليهما. وكانت القصيدة عمل غنائي كبير معقد المقاطع اللحنية والإيقاعيّة ، سجل علي لحن القصيدة في دمشق في وقت سابق بفرقة سورية متكاملة ، واحضر لي شريط كاسيت مسجل عليه العمل كاملا ، قمتُ بتدوينه موسيقيا لتتدرب عليه الفرقة الموسيقية الوطنية الليبية، وقد بذلتُ جهدا كبيرا لتدوينه بكل دقة وأمانه. كانت تدريبات الفرقة تجرى بمقر القبة الفلكية بشارع الشط بمدينة طرابلس، وبعد انتهاء الاستعدادات، أقامت الفرقة أربع حفلات ساهرة متتالية على مسرح صبراتة الأثري في منتصف شهر سبتمير 1988. شارك إلى جانب عبد الهادي بالخياط المطربة التونسية المرحومة عُليّه، وعدد من المطربين الليبيين من بينهم المرحوم يوسف العالم الذي لحّن وغنّى قصيدة : (إلى اللقاء في السّاحة الخضراء)، وهي من تأليف معمر القذافي ايضاً . كما شارك معنا في الحفلات المطربين السعوديين : محمد عبده ، و عبّادي الجوهر. كنا نذهب يوميا إلى مسرح صبراته ونعود في ساعة متأخرة من الليل إلى مدينة طرابلس … كان زمان …
■ د. عبد الله مختار السِّباعي
