تساؤلات صعبة استقصائية – وضبطية – وحكمية – واستجابية
جُحا الليبي وأقاصيص الأحزاب النكرة ؟؟ قرأ جُحا الليبي استطلاعاً سردياً عن أن في ليبيا (ما يقارب ثلاثون حزبا تجمعيا) رغم أن عدد النفوس والخلائق في سجلاتنا المدينة الأصلية لا تتجاوز – 750 – ألف أسرة ، وأضاف مردفا : أن أسماء مكونيها أو مشكليها – نكرة – لا يعرف الناس عنها شيئاً ، وهي مخلوقات شجية ، ليس لها مقر أو مستقر ، وهل هي داخل آحضان الوطن أم خارجه ؟؟ ومن أين يأتيها الدعم والإسناد والمدد المالي والفكري والثقافي والقاعدي ؟؟ وهكذا قال جُحا وهو يستفتي أفكاره وتجلياته من أحداث التاريخ ، ومن مواهب المبدعين لهكذا مكونات وكيانات (إسفنجية) لا تستطيع مجابهة أشد الأعاصير ضراوة ، ولا هبوب أعتى العواصف (الدنيالية) اكتساحا ودماراً التي تكنس وتبيد كل شيٍء وتجعله ضراباً بلقعاً.* وانطلاقاً من هذه التّوطئة المختصرة ينبغي علينا وضع الألفاظ في مساقط الكلام ،حول ما تفتقت عنه طروحات السيد مراد الشائبي الناطق الرسمي (للتجمع الوطني – ربما الدستوري -للاحزاب الليبية) ؟؟؟ إنه من واقع ظهور هذا الطرح الطليعي ، الذي يتصف بسعيه نحو التكوين الحزبي على مستوى الجماهير في ليبيا ، وذلك من أجل توعيتها حسب التّجليات التي ثم نشرها بتاريخ 9/7/2024، التي وردت على لسان النّاطق الرسمي : (من أهم أهدافنا هو خلق مناخ سياسي جديد ،نستطيع فيه العمل وفق النّموذج العالمي في الحكم الرّشيد عبر أحزاب سياسية تتنافس على السلطة) ؟؟؟ (قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) صدق الله العظيم .103 – 104 *واتساقا مع ماذكره النّاطق الرسمي ، جازت الإشارة وفق متدايكات التاريخ ، لقد انطلقت طلائع الأحزاب ، من شعور أصيل باللحظة الحضارية التي تعانيها الأمم والشعوب ، دون أن تفصح عن إمكانيات هذه اللحظة إلا يعض مظاهر التنبيه ، التي اتضحت عند الأدباء والمثقفين والمبدعين والفنانين المبعثرين في المدن الرئيسية ، سواء في الوطن العربي أو الاصقاع والدساكر والجزر المنبثة في محيطات هذا الكون الفسح ، لقد تحددث هذه اللحظة التاريخية بالنسبة للتشكيلات الحزبية في الوطن العربي ، ببعض خطوط عريضة ، منها أن عالمنا العربي يمر في مرحلة نشوء مبتسرة وطرائق قددا ، وأن هذا النُشوء المشمول بالشطط والنكوص ، يصطدم بتناقضات كثيرة ،بعضها مادّي مباشر بتمثل في إملاءات وتدابير استعمارية و استيطانية واحتلالية ، وبعضها غير مباشر يتمثل في رواسب التخلف المنغمسة حتى النُخاع في خلايا جسد الجهويات المذهبية والقبلية والعشائرية والعائلات ذات النّفوذ المالي ، والاستقواء بتلابيب الأمراء والسلاطين والحاخامات الطورانية بل حتى بالّطبيع الإبراهيمي الكاذب ،بين ظهرانينا ؟؟؟ ومن حقيقة هذا الواقع الأليم ، ينبغي أولاً من تنظيم سياسي تستوعبه جماهير السّاحة الليبية شرقاً وغرباً ووسطاً وجنوباً ،وسيكون لهذا التّنظيم السياسي ،هدف واضح أساسي ، هو في طرد المستعمر ومرتزقته ،دون التّلكؤ الذليل في تقدير الفرضيات والإفتراضات والمقايسات والمساومات وابتياع الدّول باليورو والدولار ،والعمل على دفع الجماهير الي خطوات الحضارة . إن الوطنية والإيمان بعشق الوطن والدّفاع عن حياضه حق مّشروع بمعايير شيخ الشّهداء عمر المختار والتّضحية من أجل طهارة العرض والارض واستنطاقا للكرامة والشّرف والعزة والفخار هي الخطوط العريضة وهي الدّيدن الذي يجسدهُ المناضلون من أجل إحقاق الحق وإعلاء شأن الوطن ، وأن ينطلق أي تكوين حزبي ، متسلح بقيم التّجرد وغريزة الشّجاعة والإقدام ، وبذلك لا تلبث القوى المخلصة إلا زن تتجاوز كافّة العقبات، والحواجز المصطنعة ، وأن تكتسح الطّوائف الدّينية ذات الإتجاه الإرْهابي ، وبدون التّشبث بهذه القيم والصّفات والتوصيفات لن تكون لأي حزب مُزمع تشكيله قدرة أو اقتدار في ليبيا على قيادة الجماهير .
■ عمران سالم الترهوني