ظاهرة الترند من الظواهر التي انتشرت في المجتمعات ولها تأثير كبير على الرأي العام والسلوكيات الاجتماعية وحتى القرارات الاقتصادية. فقد يكون للترندات المتعلقة بالأحداث السياسية أو الاجتماعية إلى تعزيز الوعي بقضايا معينة أو تحفيز النقاش العام، ولكن هل نحن أحسنا استخدام هذا النوع من التواصل للاستفادة منه في توصيل معلومات وافكار وإعن لأنشطة فكرية واقتصادية ؟ قبل بداية ا الحديث عن كل ذلك دعونا نعرف هذه الظاهرة . الترند : موجة من الاهتمام بخبر، صورة، فيديو، قضية رأي، يتحدث عنه القاصي والداني، بالسلب أو الإيجاب، بالتأييد أو الرفض . وهو فكرة أتت بها منصات التواصل والهدف منها خلق نوع من الجذب للمنصة نفسها، فعندما يصبح شخص ما أو حدث أو مصطلح بعينه حالة رائجة اليوم، يحفّز ذلك المستخدمن على ي مزيد من التفاعل على المنصة، ومن ثم كسبها مزيداً من المكاسب المادية.. فيصبح الإنسان لوحة إعلانات متحركة، دون أن يشعر فيأخذ طابع الفكاهة والجاذبية وشدة الغرابة، وإثارة الجدل، أو المحتوى الذي يكسب التعاطف والتأثير . واستخدام الترند للتسويق والإعلانات هو وسيلة منخفضة التكلفة للترويج للمنتجات أو الأفكار . ولذلك تذهب غالبية الشركات ومعها صناع المحتوى إلى صناعة ترند لمنتجاتهم وأفكارهم .. كذلك استخدم لتوجيه الرأي العام حول قضية معينة سياسية – اقتصادية – اجتماعيه – تعليم . الترندات وصناع المحتوىوأثرها على المجتمع الليبي : الترندات تلعب دورًا مهمًا في تشكيل الرأي والنقاش والثقافة في المجتمع الليبي، وظاهرة الترند قد أظهرت فئة جديدة وهم أولئك الذين انساقوا خلف الموجة بنوع من انعدام الشخصية والتركيز على أمور تافهة، لا يجب أن يعطيها الجميع اهتمامهم ، فاصبح الترند حمى اصابت المجتمع وموضة خاصة بن الشباب، ولكن للأسف ي لتشجيع السلوكيات السطحية من تفاخر وتصوير للمناسبات الاجتماعية والنزهات مث (ترند ا العالة تظهر فيه بعض البنات بالزي التقليدي الرداء خل جلسة شاهي – فضانية آل فن اا – سياق عيلة عن) والحديث يطول والأماكن ا الخاصة والثياب في تجاوز للعادات والتقاليد والدين بالإضافة إلى ذلك، للترندات تأثير على لغة الشباب وطريقة تواصلهم، حيث يميلون إلى استخدام الألفاظ والعبارات الشائعة في الترندات، مما قد يؤثر على قدرتهم على التعبير بطريقة أكثر تقليدية ورسمية. ويمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط إلى شعور بالفراغ والتشتت، للانفصال عن الواقع والغرق في الفضاء الالكتروني والسعي لشهرة كذابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. آراء البعض حول هذه الظاهرة أم صفوان : قالت حول الموضوع إنه ظاهرة تقليد وتفاخر مما يقود الشخص إلى تحمل أعباء اقتصادية وديون في سبيل تقليد غيره في مناسبة ما. الأخت صفاء أشارت إلى أن الترند أصبح عادة يتداول معظم الناس فيه مواضيع احيانا تبث الفن والفساد في المجتمع وخصوصا مع الأجيال القادمة، سوف تكون هناك ظواهر اجتماعية منتشرة وخطيرة في المجتمع. الاخت زينب محمد قالت : أنا شخصا غير مقتنعة بما يعرف (بالترند) وتعتبره ظاهرة سلبية ظاهرة في مجتمعا مؤخرا في الوقت الذي من المفترض ان نستفيد منه في التعليم والثقافة وليس لإظهار المناسبات الخاصة والتباهي بها أما الأستاذ : إمحمد الحاج علي الرياني فقال : الترند يخرج ليكون أشبه بالموضة بمعنى ما هو الشيء الجديد الذي أضحى على الساحة، حيث الإشارة إلى أن البعض يتتبع الترند سواء كان منافياً لعاداته وتقاليده وأعرافه وسلوكه أو حتى قيمه الدينية أو لا. إذ أن المجتمع يتقبل بعض الأمور بكل أريحية وسهوله ليتسبب بنظرية القطيع التي ينتهجها ويسير عليها الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، فالترند او الهاشتاق أصبح وسيله وأداة للشهرة وحتى الربح والتربح أو بالأحرى التسول ولو كان على حساب القيم المجتمعية والدينية والأخلاقية، وعلى حساب تلك الثوابت، بحيث لا ننسى أن الظواهر الاجتماعية التي أعتبرها هدامة في ظل استفادة الغير منها بالاستثمار العقلي والفكري والاقتصادي وفي الترابط والتآزر الاجتماعي. إلا أنها أصبحت بمجتمعاتنا حرب نفسية حيث يتم الترويج باختراق النسيج الاجتماعي على خصوصيات الغير لضرب المنظومة الدينية والأخلاقية والعقائدية فيه بالانحراف وكذلك بتهييج الرأي العام وإثارة الفن وأصابة المجتمع بالوهن والضعف في الانتماء الوطني والولاء لأفراده للوطن وموالاتهم له لخلخلة القيم والمبادئ بالتعبير عما يحتويه الأفراد بطريقة ركيكة في التصرف والتفكير السطحي العقيم وتدعو إلى التحرر المشن لتصبح واقعاً معاشا في ظل انهيار منظومة القيم والمؤسسات التعليمية والمجتمع بأسره. حيث يستهدفون كل الفئات العمرية بمختلف أجناسهم وعقولهم وحتى المؤسسات بأسرها وأصابتهم بهذا الجنون الذي أصبح خطرا، ولذا وجب علينا التصدي له لكي لا يستفحل ويتمكن منا بدق ناقوس الخطر بالدراسة سواء كانت اجتماعية او نفسية او أمنية لإيقافه وبكل الوسائل المتاحة الإعلامية عن طريق التثقيف منها وحتى الخطاب الديني الموجه والحث على الوازع الأخلاقي والديني .. حيث يكون جُل أفراد مجتمعنا يستخدم المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي الذي مكنهم من تناقل ما يصنعون من محتوى عشوائي دون مراقبة من تناقل ما يخصهم ويخص غيرهم بالتعدي على الحرية الشخصية الاخ عمر محمد : الترند ظاهرة سلبية في مجتمعنا الغرض منها التفاخر فخلاصة الحديث الترند .. هو ظاهرة دخيلة على مجتمعنا . ضياع الوقت والسطحية، وكذلك تشويه سمعة البعض وفي الحقيقة لم تتعلم الناس بعد، التروي والتدقيق في نشر الاخبار فيما يخص بعض الشخصيات العامة. وفي الختام أريد أن انوه إلى أن الترندات يمكن أن تكون لها آثار إيجابية ، مثل تعزيز الوعي حول قضايا معينة أو دعم المبادرات الاجتماعية. الدعاية والإعن على المنتجات ا والمشاريع الاقتصادية هذه وسيلة نافعة إذا أحسنا استخدامها .
■ إعداد : هنية أحمد عبدالله