ثقافة

إصدارات ..

في الهوية والتاريخ الليبي

صَدَر حديثاً عن دار حورس للطباعة والنشر كتابان هما : (إقليم برقة في العصر الإسلامي) و (أزمة الهوية الليبية – مكوناتها وما يهددها من أخطار) للمؤلفة الدكتورة زكية بالناصر القعود، أستاذ مشارك ومحاضرة بقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة
بنغازي، هي دكتورة أكاديمية وباحثة مختصة في تاريخ الحضارة الإسلامية . إقليم برقة في العصر الإسلامي في كتابها الأول (إقليم برقة في العصر الإسلامي)، سعت الباحثة إلى التأصيل التاريخي للهوية الإسلامية لإقليم برقة، يلقي الكتاب الضوء على أحد أهم مكونات الهوية الليبية وعلاقتها بالمشهد الراهن، لقد كان إقليم برقة على مر التاريخ منطقة حيوية وذات أهمية استراتيجية بالنسبة للدول والحضارات المتعاقبة، شهد هذا الإقليم انتشار الإسلام منذ القرن السابع الميلادي، مما ساهم في ترسيخ الهوية الإسلامية التي ظلت جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية الليبية عبر العصور. يقدم الكتاب نظرة شاملة على تاريخ إقليم برقة من حيث الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية عبر العصور المختلفة حتى الفتح الإسلامي، يسرد تاريخ المنطقة بدءًا من العصور القديمة تحت حكم الإغريق، ثم البطالمة، وصولاً إلى الفتح الإسلامي وما تلاه من تغييرات سياسية واجتماعية واقتصادية . تستنتج الباحثة من الطرح التاريخي أن هجرة القبائل العربية إلى برقة غيرت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل ملحوظ . وبفضل موقعها الجغرافي وخصوبة أراضيها، أصبحت برقة منطقة ذات أهمية استراتيجية وخضعت لعدة حكومات إسلامية متعاقبة عبر القرون . وأن الهجرات البشرية المتنوعة إلى برقة أدت إلى تنوع ثقافي واقتصادي في المنطقة، رغم التغيرات السياسية، كانت الحياة الاقتصادية في برقة أكثر استقرارًا وتأثيرًا، كما أدى تنوع الجنسيات إلى تنوع لغوي وثقافي، وتشكلت طبقات اجتماعية متنوعة تبعًا للعوامل الدينية والاجتماعية. وتقترح تشجيع المزيد من الأبحاث والدراسات المتعمقة حول التاريخ الليبي وأقاليمه ، بهدف تحفيز الباحثين وطلاب الدراسات العليا على دراسة هذا التاريخ بتفصيل وتسلسل أكبر . كما تدعو إلى تقديم الدعم من قبل الجامعات ودور النشر لتيسير إجراء هذه الدراسات التاريخية . يساهم الكتاب في إرساء دعائم الهوية الليبية على أسس تاريخية راسخة، مما يعزز قدرة الليبيين على مواجهة المخاطر التي تهدد استقرارهم وتماسكهم الاجتماعي، كما يقدم رؤية موضوعية ومتوازنة لأبعاد الهوية الإسلامية في ليبيا، مما يسهم في تعزيز التسامح والتفاهم بين مختلف مكونات المجتمع الليبي. ————————

■ مفتاح ميلود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى