مقالات

نبض الحنين

نظام الترحيل التربوي والمتقولون عليه

ليتنا ندرك القيمة التربوية من نظام الترحيل ، في مؤسساتنا التعليمية حتى لا نتقول عليه، ونتهمه بأنه سبب تدني مستوى التحصيل العلمي ، فنظام الترحيل نظام تربوي ، يضمن عدم تسرب التلاميذ ، ويمنحهم الفرص لتخطي عتبات ضعفهم وفشلهم إذا ما وجد معلم ، يؤمن بأهمية هذا النظام التربوي ، الذي يضمن استمرارية التلميذ في التعلم ، ولا يجعله يترك المدرسة لحجة إخفاقه في مادة دراسية معينة ، قد يكون المعلم سببا فيها ، من خل عدم ا درايته بطرق التدريس ، وعدم مراعاته للفروق الفردية، ومن ثم يحكم على التلميذ بالفشل ، وينعته بالسقوط ، تلك الكلمة التي ينبغي أن يحترس المربون من ترديدها على التلميذ ، فهي قاسية على نفسية التلميذ ، وربما ترمي به خارج المدرسة يلتقطه الشارع بأمراضه ، وعلله ليصبح فردا عالة على المجتمع … فنظام الترحيل نظام يراعي الجوانب النفسية للطالب ، ويمنحه فرصة الاستمرار في الدراسة ، فكم من تلميذ حكم عليه بالضعف في السنة الأولى والثانية ، فإذا به من الطلبة الأوائل في الصف الخامس والسادس حينما وجد معلما اهتم به وشجعه . إن الخلل ليس في نظام الترحيل التربوي ، وإنما في عدم تفعيل السجل المجتمع للطالب ، الذي يعكس سيرته ، و تاريخه المعرفي وما يتعلق بملفه الصحي ، ومن ثم تتم المعالجة من خل هذا ا السجل الصفي المفقود في مدارسنا بكل أسف ،فمن المفروض أن يكون هناك ملفا لكل طالب ، ينتقل معه في كل سنة دراسية ،وهو ملف سري يعكس سيرة الطالب العلمية ومعلومات عن صحته ومكامن الضعف في بعض المواد ، كي يتمكن كل معلم من مراعاتها اثنا، العام الدراسي ، ثم معالجتها ، و يسجل المعلم ملاحظاته في نهاية العام ، مع ترحيله للصف التالي ، وبذلك يتم معالجة مكامن الضعف عند الطالب بصورة جيدة إلى أن ينال شهادة التعليم الأساسي، ويتم ضمان عدم تسرب الطالب من المدرسة في سن مبكرة ، ومن ثم يقفل باب الأمية تماما ، وربما يتفوق الطالب، ويتغلب على ضعفه ، ويصبح من التلاميذ المتفوقن ، ولن يتم ذلك إلا بمتابعة وحرص من معلم ناجح فهو بيت القصيد ، ومربط الفرس في نجاح نظام الترحيل فهل يدرك المتقولون على هذا النظام التربوي الدقيق مزايا هذا النظام ؟.

■ الدكتور : خليفة العتيري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى