مقالات

مصالحة (2)

وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما أشهر من اقتدى بجده العظيم رسولنا الكريم في الصلح والمصالحة وضرب في ذلك مثلا عاليا لكل من تغريهم المصالح عن المصالحة فبعد استشهاد الإمام علي على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم بايع الناس في الحجاز والعراق الإمام الحسن بالخلافة فتولاها فترة قصيرة وشعر خلالها أن الأمة تمزقت بين خلافتين وانقسمت بين راسين وتشرذمت بين شطرين فجمع أنصاره وأشياعه وأهل الشورى والرأي وقال لهم لقدقررت التنازل عن الخلافة لمعاوية واعترف الأنصار والأشياع بشدة وهم يصرخون لا والله لا نعزل ابن الزهراء البتول لنولي ابن هند التي أكلت كبد سيد الشهداء حمزة . ولكن الحسن رضي الله عنه أصر على موقفه وهوويصرخ فيهم جميعا من كان يسمع قولي ويعمل به فأنا تنازلت وسأبعث إلى معاوية بالتنازل ومن أراد الخروج على أمري فأنا أبرأ إلى الله تعالى منه . وأمر كاتبه بالكتابة بالتنازل إلى معاوية وهو يقول لكل المعترضين .. والله لأن يتم تقييدي بين راحلتين كل راحلة تذهب إلى جهة فأتمزق بينهما لهو أحب إلي من أن تتمزق الأمة على يدي ولقد شهدتم وعرفتم موقف جدي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة من خصومه وكارهيه .. وقال المعترضون سيقول معاوية طالما تنازل الحسن فهو يعترف لي بأنني أفضل منه وأجاب الحسن سبط محمد عليه السلام .. نحن لا نتنازع على من هو أفضلنا في الدنيا وإنما نتنازع على من هو أفضلنا في الآخرة.. وذلك درس عظيم من رجل عظيم في الصلح حفاظا على وحدة الصف والكلمة والهدف في وجه العدو .

■ عمر رمضان اغنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى