هل كانت الاندبندنت على دراية بقرار مجلس النواب باعتماده لهذه الميزانية الفلكية ، وهي ما جعلتها تصدر تقريرها الصحفي عن قرب إفلاسنا ؟ وهو تقرير أطلق العنان لعشرات الصحفي والإعلامي الذين خرجوا عبر نن وسائل الإعم المحلية والعربية مستنكرين هذا ا التقرير ، معتبرين أنه مؤامرة خارجية على ليبيا وجاءت الميزانية الفلكية التي اعتمدها مجلس النواب بأرقامها الخيالية لتسلط الضوء مرة أخرى على هذا التقرير ، لأن الارقام التي اعتمدها المجلس لا تشي بإفس ليبيا فقط ا بل بإفس شمال أفريقيا (مجازا) على المدى ا القريب وإفلاسنا لأجيال وراء أجيال ! الرقم الذي ذكرته وسائل الإعم وصفحات ا التواصل الاجتماعي أصابنا بصدمة و لم يكن رقما خاطئا ، بل رقم صحيح ! قفزة خيالية .. ميزانية تقفز في لمح البصر من 90 مليار إلى 188 مليار دينار ومن الممكن أن ترتفع بقدرة قادر وتصل إلى 200 مليار دينار ؟ ماهي الاسس التي وضع بموجبها خبراؤنا المالي هذه الأرقام ؟ وكيف مررها حاكم ن مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير وهو الذي خرج يشتكي عديد المرات من إنفاق حكومة الوحدة الوطنية المبالغ فيه، وهو ما يهدد البد ا بالوقوع في مأزق كبير ؟ من نصدق ؟ المحافظ الذي كان بالأمس يشتكي أم الذي يقبل بهذه الميزانية ؟ ما هو نوع التحالف او الاتفاق الذي تم ب ن عقيلة صالح والكبير (وعقد عسلهم) وجعلهما يقدمان على هذه الخطوة وجميعنا يعلم أن بينهما ما صنع الحداد؟ ! ألم يك عقيلة يشترط لأي تقارب مع الغرب الليبي الإطاحة بالكبير ! من الذي أزال جبال الجليد بينهما وجعلهما يتفقان على الإطاحة بحكومة الدبيبة ؟ ألم يجدا طريقة أخرى لذلك إلا باللعب بمصير ليبيا والليبي ؟ نالسباق الرهيب على الإنفاق ب الحكومت نن (الوحدة الوطنية ، والموازية) عمق من الأزمة السياسية وسيفاقم الأزمة الاقتصادية وسيقضي على ما تبقى من احتياطات مالية وسيجعلنا نقف يوما على عتبات المصرف الدولي وصندوق النقد بحثا عن مخرج ينقذ البد من إفس اا مرتقب ! لماذا الإصرار على أن يدفع المواطن فاتورة الفساد والهدر التي يتبجح رئيس اللجنة المالية بمجلس النواب بأنه سيتم تحصيلها من الرسوم على بيع النقد الأجنبي ؟ ألم يك من الأجدى محاسبة من يقف وراءها ؟ لابد أن نعترف أن الأمر أكبر من أن يكون ميزانية وأرقاما فقط ، لأن خطورة قرار اعتماد هذه الميزانية الخيالية يعد اعترافا صريحا من حاكم مصرف ليبيا المركزي بالحكومة الموازية وهذا أمر بحد ذاته سيدخلنا في دوامة لن تنتهي . تصريحات رئيس مجلس الدولة محمد تكالة تؤكد على ذلك ، لان إقرار عقيلة لهذه الميزانية تم دون التشاور مع المجلس وهو ما يعد مخالفة لاتفاق برناردينو ليون (الصخيرات) . الأيام القادمة سنشهد تصعيدا ، والوضع منفتح على جميع الاحتمالات والأكيد أن توابعه ستطال الجميع ، هي معركة كسر عظم ومن سيدفع الثمن هو المواطن .
■ عصام فطيس