مقالات

كلام على كلام

طرابلس بعيون عربية

التقرير الذي نشرته صحيفة الايكونومست البريطانية والذي صنفت فيه العاصمة الليبية (طرابلس) كتاني أسوأ مدينة للعيش في العالم بعد دمشق العاصمة السورية كان في الواقع بعيدا عن الحقيقة وقريبا جدا من الخيال يحمل في طياته دوافع استعمارية حاقدة .. لكن وبصرف النظر عن هذا فإن الصحيفة وكأية مطبوعة غربية تقف وراءها أجهزة المخابرات البريطانية وقد عودتنا بتحاملها المفرط على كل ما يمت للمنطقة العربية بصلة؛ خدمة لأغراض استعمارية بحثة ! فأدا كانت دمشق وطرابلس هما أسوأ مدينتن للعيش في العالم ماذا نقول عن عواصم أخرى غير عربية لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة والعيش الكريم حيث لا ماء ولا طعام ولا كهرباء ولا حتى هواء صالح للاستنشاق؟! ولست أدري على اي أساس نشرت هذه الصحيفة تقريرها هذا فهناك أحياء في عدة مدن بريطانية يصعب حتى على قوات الأمن الدخول إليها وكان على هذه الصحيفة تسليط الضوء على آلاف المشردين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في عدة مدن بريطانية وأوروبية خاصة عندما نعرف أن هناك مدنا في دول أخرى من العالم تعد أكبر مصدر للجريمة في العالم وهي أوكار لتجار المخدرات ومهربي البشر .. والايكونومست على دراية تامة بهذه المدن لكنها لم تتطرق إليها لا من بعيد ولا من قريب؛ لكن الحقد الدفن والدوافع الاستعمارية هما ما دفعها لتشويه صورة مدن يرفع فيها الأذان كل يوم خمس مرات ولطالما عملت الحكومة البريطانية على تدميرها ونشر بذور الفتنة والشقاق بن ساكنيها منذ الأزل وحتى يومنا هذا فدمشق التي زرتها وطرابلس التي أعيش فيها رغم ما قامت بريطانيا به؛ هما أفضل من غيرهما من المدن في أميركا وبريطانيا فقط نريد منكم أن تخرجوا أنتم أيها المستعمرين منها وخذوا معكم عملاءكم الذين زرعتموهم فيها لتخريبها وإفقارها وارفعوا أيديكم القذرة عنها وسوف تكون حينها بألف خير . طرابلس أسوأ مدينة للعيش فيها لأنها قاومت مشروعكم الرامي لنشر الفسق والمجون فيها .. طرابلس قاومت مؤامرتكم ولفظت المثلين الذين أرسلتموهم إليها لتدنيس طهارتها وعفتها ، فطرابلس حاربت فسادكم وخبثكم وعلمانيتكم وشركم المتربص بها من كل جانب .. نعم طرابلس هي أسوأ مدينة للعيش فيها من قبل المخنتين والمفسدين في الأرض وستبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وستبقى منارة للعلم والتوحيد كما كانت رغم كل ما تحيكونه لها فهي لم ولن تكون إلا كذلك .

■ عبدالله سعد راشد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى