الأوطان لا تبنى بمواد التجميل أو صالونات الحاقة ، وإنما بالعمل على تحويل القيم لوالمبادئ إلى أشياء مألوفة وبديهية يؤمن بها الجميع . تبنى بتجاوز القصور الفكري والتفكير السطحي في البقاء على الكرسي !تبنى بالنظر من حولنا إلى كيفية وصول تلك الشعوب التي تشاركنا هذا الكوكب إلى كل ذاك الرقي بالاعتماد على نفسها ، وإن نسأل أنفسنا لماذا سبقونا ، وماذا ينقصنا حتى نلحق بركبهم وكيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه ، رغم أن إمكاناتنا المادية قد تكون أكبر منهم بكثير؟!.للإجابة على كل هذه الاستفسارات ، نحتاج فقط إلى شيء من الجرأة والشجاعة ، مع أنفسنا ، ننبذ من خالها أحقادنا وندفنها لفي رمال الصحراء ، ونلتفت إلى الوطن ، و نأخذ بنواصي العلم ونطوعه بما يفيدنا وينهض بنا .. ونؤمن أن التطور والرقي ليس بما نشيده من أبراج ومبان شاهقة أو بإنشاء الطرق وجزر الدوران ، وليس في كثرة محات المابس المملوءة بأسمال بالية من ) روبافيكية ل( إيطاليا أو تركيا والص ، ولا حتى بماركات نعالمية يتفاخر بها أبناء علية القوم ممن هبط عليهم الثراء فجأة رغم علمنا أن السماء لا تمطر ذهبا ! ونرسخ في أذهان أبنائنا أن كل ذلك ، يعد تبعية لمن شيد وأنجز من الأغراب ، وليس مقياسا للتطور ، وبأن من لا ينتج هو العاجز ، وأن تقدم الشعوب يقاس بقيمها وتاريخها وحضارتها ، وبجودة تعليمها وقدرة كوادرها الوطنية على البناء والتطوير، وعدم الاعتماد على الخبرات الأجنبية الوافدة واستنزاف الثروات الوطنية ، وأنه لا معنى لما يشيد من أبراج وطرق وكبار وأسواق عندما يكون مهندسوها أجانب ! ولا قيمة للمطاعم والمنتزهات ومن يطهو ويقدم الخدمات من خارج الوطن ! ولا معنى حتى لمأكلنا ما لم ينتج من أرضنا ! كل ذلك انتقاص من الحرية ، وابتذال للكرامة .
■ عون عبدالله ماضي