مقالات

عزف منفرد

في الزمن الرديء

لا يكاد المواطنون العرب يصدقون أن أنظمتهم فتحت للعدو أبواب الوطن، وشرعت له الدخول إليه من كل جانب، ومنحته الحق بالتجوال والإقامة فيه، وسمحت له بالعمل والتجارة، وبالسياحة والرياضة، وأعلنت اعترافها بكيانه والقبول به جاراً وشريكاً، بل إن بعض وسائل الإعم العربية تتناول العدوان الإسرائيلي اعلى غزة وحرب الإبادة التي يشنها الصهاينة ضدها وكأنها تحدث في كوكب آخر أو في أرض لا تربطها بها صت الدم اوالدين والتاريخ.وسائل الإعم هذه صارت مستفزة اللمواطن العربي أكثر من أنظمتها، وتكشف في أكثر من مناسبة لا مبالاتها بالقضية الفلسطينية بل وعداءها لكل ما له علاقة بالمقاومة ومكافحة الاحتل ورفض االتطبيع، فهي تنقل البيانات الإسرائيلية كما هي.. وتستضيف المسؤولن والمحللن يالصهاينة ليبثوا سمومهم وأحقادهم ضد العرب كما يشاءون حتى أن بعضها تجاوز المحطات الإسرائيلية في انحيازها للظلم وانبطاحها للظالم. المواطن العربي صدمته الصور، وهزته الوقائع والحقائق، رغم أنه كان يعرف أنها علاقاتٌ قديمةٌ وتفاهماتٌ متينة، حدث معظمها في السر والخفاء ووراء أبواب مغلقة، والآن جاء وقت الإعن اعنها والظهور بها. كنا في السابق نقيم الدنيا ولا نقعدها إذا التقى فنان عربي بنظيره الإسرائيلي أو حضر مسؤول عربي مؤتمراً كان يحضره شخصية إسرائيلية، كان مكتب مقاطعة إسرائيل التابع للجامعة العربية يعمل ليل نهار على حصار هذا الكيان وفرض المقاطعة الاقتصادية والسياسية عليه ونجح في تقييد التعامل الدولي معه في كثير من الأحيان، أما اليوم فقد صار السباق على التطبيع مع العدو موضة عربية تسعى أطراف عديدة للقيام بها واللحاق بالمتطبعن العرب. المجاهرة بالمعصية الآن صارت أكبر من الجريمة ذاتها، والابتهاج بها أصبح أعظم من الإساءة نفسها، والمشكلة الأكبر أمام هذا الذي يحدث هو التدجن الذي أصاب المواطن العربي والاستكانة التي عمت الشارع من المحيط إلى الخليج، يحدث كل هذا دون أن تخرج أي مظاهرة في هذه البلدان ولا رفض أو غضب إزاء هذا التفريط والخنوع الرسمي العربي، أمر يجعلنا نستعيد قول المتنبي : من يهن يسهل الهوان عليه *** ما لجرح بميت إيلام

■ خالد الديب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى