مع مشروع فصل الصيف الضيف في طرق أبوابنا بعد أن خرجنا من تركة وعباءة التكاليف المادية التي شكلت هذا العام هاجساً كبيرا من حيث عدم الحصول على الموارد المالية المتعارف عليها (السيولة) لشراء الأضاحي؛ انتقلنا لمرحلة متقدمة من الإرهاق والأرق النفسي والمكلف أيضاً وهي الإبحار جماعات وليس فرادى فرارا ونهارا وجهارا من لهيب الحر الشديد مجبرين وغير مخيرين أمام مكونات الأسرة الليبية والمتمثل في الزوجة وأخواتها من أبناء وبنات وحتى أحفاد وأسباط رفقة أمهاتهم للشواطئ التي تم السيطرة عليها زوراً وبهتاناً تحت مسمى الاحتكار أو السيطرة بحجة ومسمى الاستثمار والذي يأتي في صور النهب المشروع لما تبقى من جيوب البسطاء ومحدودي الدخل دون شفقه أو رحمة . أن ما يحدث في شواطئنا يعد بحق كارثة وتلوثا بصريا بامتياز من خلال إقامة ما يعرف أو يسمى ب(الزرائب) أو (العشش) أو أكواخ النخيل والتي أقيمت وتم تقسيمها على هؤلاء النوع من التجار أو البزناسة الذين قرروا بين عشية وضحاها أن يكونوا هم الأوصياء على البحر والذي نعرف منذ أن كبرنا أنه ملك للجميع وهو ملاذ آمن للمصطافين بكل حرية دون فرض أي نوع من الرسوم أو تحصيل هذه الأتاوات التي تفرض وبقساوة بمبالغ مالية توازي أو تتفوق على الفنادق والمنتجعات والمركبات السياحية في الدول المجاورة والتي بها كافة الخدمات والمرافق التي يحتاجها المصطافون الغائبة عن هذه المظلات المقرفة والمختلفة والتي تعطي انطباعا كئيبا وحزينا لا يتوافق مع أجواء ونسمات البحر. ورغم الهجوم والسعي المحموم من قبل الأسر والعائلات وخاصة يومي العطلة (الجمعة والسبت) والتسابق على الظفر بالحصول على نزهة بحرية تسهم في عودة الحيوية والنشاط وتجلي الكدر والهم عن القلوب من كثرة الضغوطات النفسية والاجتماعية إلا أنه يستحيل بل ويستعصى أن نجد بقعة أرض حتى صخرية على الشواطئ يمكن لك أن تمتد ولسويعات أنت ومن معك من أجل احتساء كأس شاي أو الاستمتاع بالتلذذ بتناول (برج دلاع) ولست أدري ماعلاقة هذه الفاكهة بالبحر؟! دون أن تدفع رسوما أو يتم منعك أو حتى طردك وأنت تجر أذيال الهزيمة وتكتفي بإلقاء نظرة وداع للبحر الذي كنت ستداعب أمواجه. إلى متى يتم الاحتكار والاستيلاء على الشاطئ ؟! وهل من تحرك جادا لولوج البحر دون موانع أو مصدات بشرية ؟!
■ عمر التركي