تساؤلات صعبة استقصائية – وضبطية – وحكمية – واستجابية
متى سيتم إجراء الإنتخابات الوطنية – رئاسياً وبرلمانياً ؟ متى يتم وإلغاء البند السابع الذي يجب تطبيقه على فلول المليشيات الصهيونازية الطوارنية في فلسطين ووضع حد لنكوص مجلس أمن نيويورك الذي يتلاعب (مفيوزيا) بالشرائع والقوانين ، وعدم اقتدار ما يسمى بالدول دائمة العضوية في مجلس أمن نيويورك ، التي تحتكر إصدار ملف تقرير المصير للشعب الليبي الذي يرزح تحت سنابك المتوحشين ولصوص محترفي للمال العام؟ رغم أن الجموع الليبية والرأي العام يدرك أن ثعالب إنجلترا وظرابين فرنسا وعلوج البيانكي والدب الروسي وسراقيط الصين ، يتحملون على عواتقهم أثقال نفق الأنبوب المخروطي المظلم (مدخل الانبوب مدعوم بمقبضين) عروتين اثنين أما الخروج منه ضيق لا يستطيع المرء أن يرى النور في منتهاه.محاضرة جحا الوطنية والفساد والمستعمر والغنيمة جحا الليبي يستفيق وطنيته في ذاته ، فالقى محاضرة مقتضية حتى لا يقلق الحضور قائلا : – الوفاق بين المستعمر والمسئول الحاكم الفاسد، لا يحكمها قانون ،الاثنان وجهان لعملة متدنية رديئة ، يمتصان دماء وأموال ومقدرات الشعوب، يدفع الحاكم الفاسد بشرعته غسيل أمواله للمستعمر المتربص لحظة سقوطه ، فيضعف الأول ويقوى الثاني. وفي أول ينقص المستعمر على الحاكم الفاسد، يفترسه وتكون البلاد كلها غنيمة له بلا وسيط .. وأردف جحا الليبي متحدثاً : الغريب في الأمر ، أنه لا توجد محاسبة حقيقية لأي فاسد أصدر وشرعن لنفسه ولأزلامه وحتى لعائلته ، مكاسب غير مشروعة، على الرغم من كشفه وفضيحته ومعرفة مستوزريه بتهريباته، وبالرغم من أن النظم والتشريعات والقوانين تغّني علينا! (رمضان فوق البركان عادل امام) ، (نحن لا نتستر على فساد) ثم يعود علينا كومبارس الإعلام عبر كوبليه أكثر وضوحا نحن لا نتستر على الفساد! وفجاة هنا ، نظر جحا نظرة في النجوم وهو مكظوم وسأل السامعين : لماذا لا تتم محاسبة الفاسد – أيا كان موقعه في الحكومة (امتاع الترحال والتجوال السياحي ومقابلة الاشباه والتطائر والفشل في المراديد والنتائج) ولماذا يا هذا ؟ إن لم تكن هناك كشوف عن مدركات الفساد من بداية ملء استمارة الذمة المالية وملاحقها، لا أحد يعلم بما تجيش به الصدور ، لكن الشيء الأكيد أو الوحيد ، أن النظام العائلي أو القبلي المتعصب ، والجهوي الأرعن، وشواقيل قادة العسس، تنحاز لحماية الأثرياء والفاسدين ، على مراحل ففي المرحلة الأولى يترك الفاسد يسرق وينهب ويخطف ويسطو ويفعل ما شاءت له الظروف في انتهاز لحظات غير مرتقبة ! وكل شيء تحت أنظاره وأبصاره ، وربما تشجيعه ، وبغتة تفوح رائحة المجاري العفنة التى يعلوها غاز الميثان بأبخرته النتنة ، وتشكل ، العوّارية بانقلاب السفينة سافلها عاليها وعاليها سافلها! عبر مشهد درامي سريع ، تتم فيه التضحية بالفاسد، سواء أكان ثريا أو حاكما نافذاً، «لقد كنت في غفلة من هذا، فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد» صدق الله العظيم وفضحه فضيحة بجلاجل كما يتردد في أرض الكنانة مصر ، يتحدث بها الرأي العام، بينما تضفي عليها الجهات الضبطية بسهامها وعناصرها المزيد من الإثارة وكل يوم تكشف ورقة ومحضر تحقيق وأمر توقيف ، واليوم الثاني أشد وقعا وخزيا وخسة ، ويتلهى الناس أمام طوابير المصارف ومحطات الوقود ومحلات التسوق والمخابز وورش إصلاح المركبات الالية المحملة بامتعة مشبوهة ومحظورة وممنوعة ، والمواطنون يسمعون الحكايات والروايات والسردياني المثيرة للجدل ، عن بلطجة الكبار والأنصاف وأرباع الرجال والنساء وحثالة الفاسدين مهما علا شأنهم بربطات أعناقهم وأشداقهم وحناكهم وبطوبهم وكروشهم المنتفخة ، وأردافهم المبرزة ، وبعد أن تهدأ الدنيا ويصيب الراي العام ، الاحتقان والملل ، ويستكين الذين أصابتهم الرؤي الوبيلة ، وهم ينفثون ما أخفته حنايا ضلوعهم من غيظ وغضب بسبب ما جنته ايادي السفهاء منا. بعد هذه الجنايات ، تتدخل قنوات الاختصاص في تطبيق القانون ، بكل بساطة ويتم التحفظ على التحقيق كما تتشكل محاكمة وجاهية تشبه حلقات مسلسل مكسيكي ، ويتم عزل القضية وإلى ان تتفجر قضيتة شبيهة بسابقتها، وهكذا والمسار دوار وياليبيا لن نخذلك ، والله غالب أمره
■ عمران سالم الترهوني