بلا مقدمات عن مفهوم الصحافة وتاريخها ومهامها ومن دون الوقوع في تكرار ما كتبناه وكتبه غيرنا من المهتمن بالصحافة الوطنية عن الأدوار التاريخية المتعددة التي قامت بها سواء صحافتنا النضالية التي حاربت المستعمر بالقرطاس والقلم وساندت المجاهدين في ميادين القتال بالتحريض على الغزاة وكشف مخططاتهم ومطامعهم أو صحافتنا التنويرية التي أخذت على عاتقها منذ انطاقها مسؤولية التوعية والتثقيف لوالرفع من الحس المجتمعي بقضايا الوطن كما لن نغوص أيضا في تاريخ الصحافة الوطنية ولا عن أسبقية ظهورها عربيا واقليميا ولاعن مسيرتها المليئة بالنجاحات وبمراحل الركود والتذبذب . يجيء حديثنا اليوم عن صحافتنا وفي البال الكثير من الأسئلة الواقعية و الحائرة .. أين صحافتنا من الواقع الوطني ،ومما يحدث من متغيرات وطنية ودولية متسارعة ومفاجئة في آن ؟ موقع صحافتنا الوطنية – والمنظومة الإعامية لعموما – في خارطة اهتمامات مسؤولي المرحلة وراسمي سياسات البلاد ، إلى أي حد ستصمد صحافتنا الوطنية في وجه التحديات المتعددة والمتزايدة ؟ هل يكفي ما يبذله نفر من جنود الصحافة من جهد وتضحيات لاستمرار ماكنة الصحافة في بلادنا ؟ إذا كانت صحافة العالم المستقر والصاعد تخشى رهان الرقمية وتتطلع للقفز عليه كما فعل الإعام المسموع مع المرئي الذي ظهر بعده وتوقع الجميع حينها بموت المذياع ولكنه ظل محافظا على حضوره وفاعليته ولايزال يصنف كأكثر وسائل الإعلام قربا من المتلقي . مقابل ذلك نجد صحافتنا الوطنية وهي تعيش واقعها المختلف في ظل فوضى مجتمعية ممنهجة طالت كل مناحي الحياة وحولت الجميع إلى مراقبن ومترقبن لما هو أسوأ وأثرت على كل شيء في البلاد ،والصحافة ليست بمنأى طبعا! الصحافة التي غادرت مربع اهتمامات ساسة المرحلة الذين لا اهتمام لهم غير إطالة أمد هذه المرحلة وإذا ماابتعدنا عن الجدل العالمي الدائر حول التحديات التي تواجهها الصحافة الورقية أمام الانتشار السريع والمضطرد للصحافة الرقمية .. ونظرنا في واقع الصحافة في بلادنا سنصدم حقيقة لبكم المشكات التي تواجهها والصعوبات لالتي تعيشها وتحد من نشاطها ، وجل ما نراه من صحف ودوريات سواء الوطنية أو المحلية التي تصدرها البلديات والمناطق عامة تتبع مؤسسات الدولة كانت، أوخاصة يديرها أفراد وشركات .. جلها يقوم على جهد فردي لأشخاص عشقوا المهنة واحتملوا متاعبها وضحوا بالكثير كي يبقى للصحافة الورقية في بادنا حضورا لوفاعلية .
■ الفيتوري الصادق