مقالات

نبض الحنين

حرائرنا أميرات زمانهن

لا أظن هنالك مكانة رفيعة ،حظيت بها المرأة في العالم أكبر مما حازته المرأة الليبية عبر التاريخ ، فهي محل تقدير منذ القدم ، لا تنتقل إلا في هودج محروس ، ولا تقوم بالأعباء الشاقة كالحرث والحصاد ورعي الأغنام ، إنما دورها تربية الأبناء ومساعدة الأزواج في مهنهم المختلفة . ولا ننس دورها في مرحلة الجهاد، ومقاومة الاحتلال من خلال مواقف سجلها التاريخ .. فهي على مر الزمان مبجلة يحتفى بعرسها أسبوعا كاما حيث يقام ضمن مراسم الاحتفاء بها ميزا للفرسان ،أمام هودجها المهيب الذي تستقله وهي تشاهد الفرسان يتسابقون . حن تحل ضيفه على أحدهم لابد أن يكرمها بذبح شاة مما يملكه من أنعام على شرف قدومها .. واليوم بعد أن نهلت من المعارف والعلوم صارت تحتل مراكزا مهمة في المجتمع منها : الأستاذة، والأديبة ،والكاتبة، والعالمة والطبيبة، والمهندسة، والقانونية، وقائدة الطائرة، والضابطة في الجيش والأمن والموظفة ، إلى غير ذلك من المهن .. فهي المبجلة التي لا تهان ،حين تقف في طابور خدمات تعطى لها الأولوية تلقائيا .. حين تدخل الحافلة يقدم لها كرسي الجلوس ويتركه صاحبه دون طلب .. إهانة المرأة جرم كبير يحصد صاحبه الازدراء من المجتمع والويل كل الويل لمن دفعته شقاوته إلى النيل منها، حيث ينال الجزاء، وربما يعرض نفسه للموت .. وعليه أن يتذكر ،وصية الحجاج : (نسائهم فا تقربوهم بسوء ،وإلا أكلوكم كما تأكل الأسود فرائسها) ..  عاشت أم وابنت وأخت وزوجة الرجال .

■ الدكتور : خليفة العتيري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى