ملوك ليبيا غير المعلنين

أحاول في كثير من الأحيان ان لا اكتب عن الفساد المستشري في بلدنا ، فكثير من الكتاب الأفاضل يبذلون جهدا» كبيرا» في تسليط الضوء علي هذا المرض القاتل الذي يجتاح اقتصادنا و سمعتنا ، كما أن ردود الفعل علي ما ينشر قد تكون معدومة ، فالسلطة الرابعة في ليبيا لا سلطة لها ، قلة من يقرأون ، و قلة منهم من يهتمون ، الصحافة التي أقالت نيكسون ، و أسقطت تشرشل في الانتخابات ، الصحافة التي غيرت حكومات و عصفت بوزارات ، سجنت رؤوس فساد ، دعمت مظلومين و دافعت عن حقوق و شرعيات . في ليبيا لا تأثير لها ، فالفساد المتغول أكبر بكثير من أي صحيفة ، و لكن يمتلئ القلب أحيانا» ، و نحتاج اليأن ننفس عليه حتي لا ينفجر . بالتأكيد سمعتم عن ملوك الاعتمادات و ملوك التهريب ، ملوك القروض و ملوك الدولار و يوجد أيضا» في القائمة ملوك من نوع آخر ، ملوك العضويات ، و هؤلاء يقبعون في الظل ، يبذلون جهد للاختباء ، أحدثكم عن أحدهم بأربعة عشر عضوية منها عشر عضويات بمجالس إدارة و لجان بمصارف ، و ثلاث في مؤسسات و واحدة بشركة ، يبلغ إجمالي مكافأته الشهرية خمسة و عشرون آلف دينار للعضويات الداخلية و أثنان و خمسون آلف يورو للعضويات الخارجية ، أي أجمالي مكافأته الشهرية يكاد يصل لنصف مليون دينار ، و هذا عينة فقط ، و يأتي السيد الصديق الكبير و يفرض ضريبة علي مبيعات العملة الصعبة لتغطية العجز و يبارك ذلك مجلس نواب لم يجتمع نصابه القانوني في معظم ما يصدر عنه . العجز سببه الفساد ، الغلاء سببه الفساد و الفقر سببه الفساد ، و لا وجود لمؤسسات مدنية فاعلة ، أو أحزاب تستطيع تحريك الشارع و شعب مثقل بأعباء المعيشة اليومية لا وقت له لغيرها و لكم التحية .

■ فايز حليم