عن التربية والتعليم .. أتحدث
لا أحد ينكر إن التربية ولتعليم يعانيان من أزمات متعددة .. وربما سبب ذلك غياب الرقابة .. فالتعليم عندنا يا سادة أصبح وخاصة في كثير من مناطق الدواخل مجرد وظيفة لضمان الحصول على المرتب نهاية كل شهر .. أحيانا تنتابني حالة من الحيرة وأتساءل هل من يعلم ابناؤنا من خريجي معاهد المعلمات وكليات التربية سمعوا عن شيء أسمه الفروق الفردية ..؟ وهل تحرص معلمة اليوم على أن يكون لها كراسة تحضير تقوم من خلالها بإعداد الدروس جيدا لتكون جاهزة ذهنيا .. كل الفترة التي قضيناها في مجال التعليم كنا محرص على إعداد الدرس بكراسة التحضير في البيت لألقائه على التلاميذ في اليوم التالي .. وكانت كراسة التحضير أول ما يطلع عليه الموجه ويتم تقييم المعلم بداية منها .. الكثير من المعلمات ..وأنا مضطر لاستخدام هذا المصطلح نتيجة لعدم وجود المعلم إلا في الإدارة أو التوجيه قد لا يفقهن شيئا في التعامل مع الطفل وهذا يحتاج إلى ثقافة عبر الاطلاع على الجديد في عالم التربية والتعليم ولا يتأتى ذلك إلا إذا خصصت المعلمة جزءا من وقتها للقراءة لتطوير قدراتها لتكون معلمة ناجحة في أداء مهمتها على الوجه الأكمل .. التعليم شكل عام وخاصة ببعض مناطق الدواخل وصل إلى مستوى لا يمكن السكوت عنه نتيجة لما يعانيه التلميذ من تقليدية اليوم الدراسي والرتابة التي عليها إيقاعه الحالي من أي وجه من أوجه النشاط وهو ما أدى إلى ملل التلميذ بل وكراهية اليوم الدراسي .. إن محدودية قدرات الكثير من المعلمات في القيام بواجبهن التربوي والتعليمي يحتاج إلى وقفة جادة من وزارة التربية والتعليم بالحرص على إقامة الدورات المنهجية والتنشيطية لرفع كفاءة المعلمات في مادة تحصصها .. وأشير إلى بعض الملاحظات ذات المؤشر الخطير على ما وصل إليه التعليم في عدد من المناطق . منها :* تعتمد بعض المعلمات على قراءة الدرس على التلاميذ دون اهتمامها بالشرح وتبسيط المعلومة ليسهل على التلميذ استيعابها .. وإن اقتصار المعلمة على قراءة الدرس من الكتاب فقط دون شرحه ما هو إلا دليل على فشلها ..* هل تستخدم المعلمة وسائل الإيضاح التي تعتبر وسيلة تربوية ضرورية وعليها أن تكون مبدعة عند اعداد الرسومات لتقريب المعلومة من أذهان التلاميذ وشد انتباههم والتركيز على ما توضحه وسيلة الإيضاح التي توضح الكثير من التفاصيل المطلوبة لفهم الدرس ..* النشاط المدرسي ضرورة لربط المنهج بالقدرات العملية للتلميذ وغيابه لا يعني إلا الملل من الدروس وبالتاي سقوط اليوم الدراسي بكامله في دائرة مفرغة من الرتابة مع ملاحظة إن الإيقاع المتواصل على رتم واحد سرعان ما يشتت ذهن التلاميذ وبدفعهم للانصراف إلى سلوكيات أخرى أقلها الشجار في الخارج عند مغادرة المدرسة وذلك لرغبة التلاميذ في التنفيس عن حالة من الاحباط من اليوم الدراسي ..* كثرة الواجبات اليومية التي يكلف بها التلميذ تجعله مرهقا نتيجة لقيامه بكتابة الواجب خلال بقية يومه مما يجعله يفتقد إلى فسحة من الوقت يستغلها في الترويح هن نفسه وتجديد نشاطه ..* من ضمن ملاحظاتي أيضا رؤيتي لتلاميذ صغار بالصفوف الأولى من التعليم الابتدائي يئنون تحت وطأة ثقل حقائبهم نتيجة لطلب المعلمات الكثير من الكراسات لكل مادة .. ولكن هل تدري المعلمة عن النتائج الصحية المتربة على ذلك .. أقلها تشوه العمود الفقري للطفل وهو ما زال طري العود .. إضافة إلى التوتر النفسي المصاحب لذلك ..* عدم مراعاة المعلمة للفروق الفردية بين التلاميذ مما يجعل الكثير من التلاميذ يدفعون ثمن هذا الإهمال خاصة أولئك التلاميذ الذين يعانون من مشاكل في النظر أو السمع أنا أعلم إن هناك الكثير من المعلمات الناجحات في أداء واجبهن والمتمكنات من أسس وشروط مهنة التدريس علما وثقافة وقدرة ولكن المحزن غي الأمر لانكاد نراهم أمام الكم الهائل من اللاتي لا يكترثن إلا بالراتب وموعد نزوله بحسابهن بالمصرف .. إن الشعوب المتطورة هي التي نطبق في مجال تعليمها للنشء أرقى الأساليب التبوية وتحرص على كفاءة المعلم والمعلمة أضافة إلى إعادة النظر في مناهج التعليم وتضمينها مفاهيم لوطنية والنزاهة والعدالة وأن تحتوي عل نماذج ناجحة وطنية وعالمية لتكون قدوة للنشء ومحرضة لهم على الطموح واستكشاف طريق النجاح ..
■ عبدالله مسعود ارحومة