في الفترة الأخيرة توقفت عن كتابة هذه الزاوية وكان توقفا اضطراريا بسبب الظروف الصحية التي مررت بها والتي أجبرتني على القيام برحلة علاج خارج الوطن نتج عنها إجراء عملية جراحية في قدمي اليسرى ماجعلني طريح الفراش لمدة ليست بالقصيرة كنت خلالها محط اهتمام الأصدقاء والزملاء والأقارب والجيران بزيارتهم واتصالاتهم الهاتفية للاطمئنان على صحتي والذين لابد لي أن أحييهم وأشكرهم على هذا الفعل الإنساني الذي أثلج صدري وأسعدني كثيراً لأن الالتفاف حولي فى هذه المحنة الصحية كان كبيراً مما ساهم في تجاوزي لهذه الظروف التي حالت دون ممارسة حياتي بشكل طبيعي، وكما كنت قبل ما أكرمني به الله من معاناة وآلام .. أسال الله ألا تعود وألا يعاينها أحد . ولأننى شعرت بشيء من التحسن في حالتي الصحية والحمدالله.. فقد روادني الحنين للعودة إلى الكتابة عبر هذه الزاوية وذلك بتشجيع واحتضان من الزملاء في الصحيفة وعلى رأسهم أخى وصديقى الاستاذ عبدالله خويلد الذي أمدني بدعمه وبكلماته التي ساهمت في عودتي سائلاً الله العلي القدير أن تكون كتاباتي المتواضعة والتي أنشرها من خلال زاويتي في هذه الصحيفة مساهمة في إثراء المشهد الصحافي في بلادي؛ الذي للأسف بدأ في الانحسار بعد تغول الصحافة الالكترونية وانصراف الغالبية للتعامل مع منصات التواصل الاجتماعي كمصدر للخبر والمعلومة رغم مايوجد بها من مغالطات وقلة مصداقية؛ فضلاً عن ماتحمله من مقاطع وصور تخدش الحياء العام وتعبر من محتوى إعلامى رخيص ، ولكن ورغم ذلك تبقى الصحافة الورقية مصدراً للخبر الموثوق ويبقى لها من يتابعها وذات مصداقية وهو مايجعلنا من مريديها وأحبابها لأن من خلالها يمكن الفصل بين الغث والسمين ومعرفة المتمكن من أدواته بغلاف منصات التواصل الاجتماعى المشرعة أبوابها أمام الجميع دون إخضاع أحد لمعايير ومواصفات الكتابة المسؤولة والراقية . أسال الله القادرالمقتدر أن تكون عودتي هذه بداية جديدة لي في محراب السلطة الرابعة وأن أساهم من خلالها في ترسيخ مهمة الصحفي الباحث عن الحقيقة والذي يشير إلى مواطن الخلل بنقد هادف بناء وبأسلوب راق خال من الإسفاف ومن الانحطاط الذي نراه في مواقع التواصل الاجتماعي، فتحية لكل الزملاء في هذا المجال الممتع الذي لايتذوق متعته إلا من انخرط فيه بكل حب ومهنية واحترافية مستفيداً من خبرة من سبقوه رافعاً شعار المصداقية واحترام القارئ والمتلقي وهذه هي الصحافة الحقيقية التي ينبغي أن نرسخ لها لنواجه بها فوضى التواصل الاجتماعي التي أغلبها لاتستند إلى مصادر موثوقة ولاتخضع لمعايير ومواصفات الصحافة الحقيقية التي تغوص في الأعماق لتصل إلى الحقيقة التي يبحث عنها القارىء والمتلقي .
■ محمد المبروك خليفة