مقالات

على عجل

درس في توديع الرجال

موكب جنائزي كبير ذلك الذي حظي به المرحومان باذن الله الدكتور على الأحول والشيخ الجليل محمد البرغوتي وهما يواريان الثرى إلى مثواهما الأخير ؛ حينما هبت مدينة بني وليد لتوديع القامتين الوطنيين في موكب جنائزي كبير لم يسبق لي وأن شاهدته بأم عيني من قبل ، لقد كنت أشاهد من حولي الآلاف وهم يتسابقون لتوديعهما والدعاء لهما بالرحمة وسرد مآثرهما ليقدموا درسا في توديع الرجال ليؤكد المشهد أن الرجال مواقف وأن هناك فرق كبير وشاسع بين من باع نفسه للوطن وبين من باع الوطن للعدو، لذا كان هذا الموكب الجنائزي المهيب هو بمثابة عرفان بمواقف الرجلين اللذين كان همهما الوطن حيث كانا يقفان في وجه الفتنة والتدخل الأجنبي ويتصديان لأية محاولة من شأنها أن تعبث بالنسيج الاجتماعي ومقدرات الليبيين، وبقدر ما وهبا نفسيهما للوطن حظيا بالتقدير والثناء من خلال تلك الهبة الشعبية لوداعهما في مشهد لم تشهده مدينة بني وليد من قبل ، وبالتأكيد فإن المدينة الوفية تعرف كيف تكرم وتخلد أبنائها وستطلق اسميهما على أكبر شوارعها ، وهذا أقل ما يمكن أن يقدم لهما.رحم الله الدكتور علي الأحول ورحم الله الشيخ محمد البرغوتي وعوض الله الوطن فيهما خيرا .

■ امحمد ابراهيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى