لم يتعرض قطاع النفط والغاز إلي ظروف وتحديات صعبة كالتي مر بها خال عشرة السنوات الأخيرة فهذا القطاع الذي يمثل العمود الفقري لاقتصاد الليبي تكبد ل خسائر فادحة تقدر بمليارات الدولارات جراء الحروب التي دارت رحها في منطقة الهال النفطي وأعمال السطو والتخريب التي طالت المرافق الإنتاجية والخدمية والإغاقات ل المتكررة للحقول والموانئ بالإضافة وإلي الإهمال في برامج الاستكشاف والتطوير والصيانة وحتي مرتبات العاملن بالقطاع لم تعد تصل إلى في أوقاتها. والان يتعرض قطاع النفط والغاز إلي هجمة غير مسبوقة من قبل شركات النفط الأجنبية العاملة في ليبيا مستغلة الأوضاع التي تمر بها الباد للمطالبة بزيادة حصتها علي حساب الطرف الليبي وتمديد زمن عقودها في مشاريع مقاسمة الإنتاج التي كانت قد وقعتها في أوقات سابقة وعملت بموجبها عشرات السنن .ي ويواجه هذا القطاع الاستراتيجي الذي يؤمن أكثر من %97 من دخل الباد من العمات الصعبة في بلد يعتمد علي الاستيراد في كل شيء يواجه مخاطر كبيرة تتمثل في محاولات التفريط في حقول نفط وغاز تم اكتشافها في سنوات سابقة ومعروف حجم احتياطاتها وذات مردود اقتصادي مضمون كحقل الحماده الحمراء )NC 7 ( التابع لشركة الخليج العربي للنفط وغيره لتحل محلها شركات نفط اجنبيه وبنسبة مشاركة غير مسبوقة في قطاع النفط الليبي تصل إلي %40 بحجة عدم توفر الموارد المالية لتطوير الحقل هذه الحجج والذرائع يجانبها الصواب فشركات النفط الليبية قادرة من الناحية الفنية القيام بعمليات تطوير الحقول وسبق لها القيام بذلك وفي ظروف اصعب من الأن ولا ينقصها إلا التمويل الذي هو الأخر متاح من قبل المؤسسات المالية الليبية . ليبيا ليس بحاجة للمال الأجنبي الذي يؤدي إلي السيطرة علي ثروة النفط والغاز من خال نسب عالية وغير مبررة وعقود تمتد لعشرات السنن بل هي بحاجة ماسة يإلي من يحافظ علي هذا القطاع الحيوي الذي يمثل قوت الليبين خاصة وان الظروف الحالية تصب في صالح ليبيا فالعالم متعطش إلي كل قطرة نفط بسبب الحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلي مقاطعة الطاقة الروسية من قبل أوروبا وأمريكا ومثل هذه الفرص غير متاحة في كل الأوقات وتسمح لليبيا بفرض شروطها علي شركات النفط الأجنبية وليس العكسوخاصة القول:ل ينبغي علي الليبين أن يدركوا جيدا انه بدون النفط والغاز لن يكون بمقدورهم الاستمرار في الحياة التي اعتادوا عليها أو حتي قريبا منها بل العودة إلي حياة الفقر والبؤس وعندها لن ينفع الندم.
* ابوالعيد الصاكالي