منذ أن أعلن عن تكليفها تقوم ستيفاني خوري بصفتها مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا بجولات وصولات مكوكية شرقا وغربا في الداخل والخارج والتقت عددا لا بأس به من الفرقاء الليبين؛ الأخوة الأعداء من أجل إيجاد مخرج للأزمة الليبية كما يحلو للكثيرين تسميتها .. فقد تغير المبعوثون الدوليون وتوالت الأيام والسنون وأطراف المشكلة الليبية ثابتون لم يتغيروا حيث دخلوا موسوعة غينس من وراء رغباتهم اللامتناهية في التشبث بكراسي السلطة والحصول على المزايا والمهايا بعيدا كل البعد عن الوطن والوطنية. وكما هي العادة مع بداية مهمة كل مبعوث جديد تبدأ الاجتماعات والسفريات وتكثر اللقاءات والتصريحات وفي النهاية يبقى حلم الوصول إلى انتخابات عامة حتى وإن لم تكن نزيهة حلما بعيد المنال فكل المعطيات لا تبشر بخير وكل يوم يمر نزداد يقينا والله أعلم بأن الأجيال التي عاصرت بداية الكارثة الليبية سوف لن يكتب لها معاصرة النهاية لهذه الكارثة، فالقاعدة الطبيعية للعقلية الليبية المتحجرة تجعل من المستحيل على من هم في المشهد السياسي اليوم التفريط فيما اكتسبوه من أموال وما حققوه لأنفسهم من مصالح خاصة والتخلي بكل بساطة على نرجسيتهم المتطرفة والجنوح إلى مصلحة الوطن، فنحن بحاجة إلى معجزة إلهية حتى نخرج من هذا النفق المظلم وصار كل ما نتمناه أن يمد الله في عمرنا ونرى هذا الوطن وقد استعاد عافيته ومكانته بن دول العالم ونرى ما كنا نحلم به قد صار حقيقة واقعة؛ على عكس ما يتمناه من هم في سدة الحكم وكراسي السلطة والله على كل شيء قدير .
■ عبدالله سعد راشد