وانا فوق كرسي الحلاق وعشية دخول الأول من ذي الحجة لهذا العام الهجري راقبت الشاب الحلاق وهو يستقبل عددا من المكالمات الهاتفية التي ظهر لي منها ان المتصلين فيها يحاولون القدوم في عجلة من امرهم للحلاقة الأخيرة قبل دخول العشر الأوائل وقبل غروب شمس هذا اليوم ..امر غريب في قسم كبير من هذا الشعب الذين يقتل بعضهم بعضا طيلة اشهر السنة عمدا وبشكل مباشر او عبر الانخراط في كتائب مسلحة متناحرة داخل المدن وبالألاف وبلا هوداة او رحمة متسببين في مقتل الأبرياء بما يقذفونه من حمم النار بمختلف الاحجام يقطعون بها الرؤوس بدم بارد بينما يحذرون قص زوائد الاظافر او زوائد الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة اقتداء بالحجيج ومن شدة مخافة الله تعالى المصطنعة ..فهذه شقيقة المختار العامري قد قضت بمقذوف طائش ..وهذا الدكتور الخرماني قد قضى بمقذوف طائش اخترق عليه سقف بيته واصابه فجرا في الراس وهذا نضال ابوزاوي يعاني إصابة في الظهر بسبب طلقة طائشة وهو يتجه الى قاعة الدرس (شفاه الله) وهؤلاء العشرات يتساقطون بين قتيل او جريح كل يوم … وقسم هو الأعظم من الناس يأكلون بالباطل نصيب اخواتهم في الإرث ولا يمنحونهن الا القليل والرديء من أموال واطيان وعقارات متوعدين الاخوات بقطع العلاقات معهن اذا طالبن بما وهبه الله تعالى لهن من حقوق اصيلة في أموال والديهن وفي نفس الوقت يتابعون بقلق و ورع اصطناعي الأمور المتعلقة باسدال اليدين او بقبضهن اثناء تأدية الصلاة وايهما اقرب للسنة .. قسم كبير من بني جلدتنا ينحون باللائمة على طوائف من اخوتنا الشيعة بذريعة انهم يسبون السيدة عائشة ام المؤمنين رضوان الله عليها والصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضوان الله عليه بينما هم واولادهم وازواجهم يسبون الدين و يسبون الله تعالى وبأشنع العبارات والالفاظ بسبب وبدون سبب .. ولا سبب ابدا يوجب او يسمح لعاقل مسلم بان يفعل هذا وما انتشار اليافطات التي تنصح بالتوقف عن سب الله تعالى والتوقف عن سب الدين على جدران الشوارع وفي الأماكن العامة الا خير دليل على انتشار هذه الافة في مرضى القلوب والتي تنتشر أيضا من طابور المخبز الى مدرجات كرة القدم مرورا بكل الأماكن العامة والخاصة .وقسم كبير منا ينهبون المال العام بشراهة ويقطعون الطريق والسبيل ويسرقون أموال الناس الخاصة واموال الدولة العامة ويتحاورون بخوف شديد فيه عظيم الرياء حول بدعية استعمال المسبحة وحول بدعية الاحتفالات بالمولد وعاشوراء وحول الشك في صحة المرابحة الإسلامية .. وقسم اخر يأكلون في بطونهم الحرام اشكالا والوانا بينما يدوخون العلماء بأسئلتهم حول مدى خطورة دخول قطرة دواء من عين او اذن او فرج الى الجوف واثرها على صوم الصائم .هذه الأقسام من البشر والعياذ بالله تعاني من حالة خطيرة من مرض انفصام الشخصية والذي يقترف المصاب به الموبقة العظيمة ويعف عن الاتيان بالفعل اليسير محل الشك وهي تعاني أيضا امراض القلوب التي اخذت تنتشر بين الناس في دولة مسلمة موحدة كانت والى وقت قريب محط افتخارنا بتمسكها بأمور الدين حتى اضحى فيها كل شيء على البحري .كل امتناع عن قص زوائد الاظافر وزوائد الشعر وانتم جميعا بخير ..
■ عبدالله الوافي