في ليبيا توجد العديد من القنوات الفضائية المتعددة التوجهات و الملكية بعضها يعمل من داخل ليبيا والبعض الآخر من خارجها، وكلها تهتم بالشأن العام الليبي السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و العسكري والتي يصل عددها إلى عشرات القنوات الفضائية وتزيد وتنقص حسب الظروف السياسية . التساؤلات التي تطرح نفسها اليوم وبشدة هي : ماذا حققت هذه القنوات لليبيا وشعبها و خصوصا أن بعضها تسير في الاتجاه المعاكس لرغبات و توجهات و أمنيات الشعب الليبي، وربما الهم الرئيس لبعضها هو تعكير الأجواء الداخلية بقصد أو بدونه بمهنية أو بدونها، والتي قد تصل إلى إثارة النعرات و بث الفن و الفرقة بين أبناء الشعب الليبي الواحد وهي هنا كمن يزيد في الطن بلة . ويمكننا وصف بعضها بالغوغايية والإثارة ومسرح لصراع الديكة كما يحدث في بعض البرامج الحوارية المباشرة والتي قد يكون بعض ضيوفها دائما مشاكسون وحاقدون وجاهلون ومستفزون وغوغائيون ووصوليون وربما دكتاتوريون لايقبلون المختلف.. .الخ …. بعد هذا العرض هنا نتساءل هل تقف هذه القنوات على الحياد دوما تجاه كافة قضايا الوطن التي تطرحها أم أن لديها بعض الأجندات المخفية والمغرضة؟ و نتساءل بحرارة هل من حق هذه القنوات التي تعمل بدون قانون ينظم الإرسال المسموع والمرئي أن تعبث بالشأن الداخلي الليبي وتنشر غسيله على المأ؟ و هل أصبحت هذه القنوات معولا للهدم و لتصفية الحسابات لصالح أقطاب محلية مرموقة؟ و لماذا تضرب بعض هذه القنوات الفضائية عرض الحائط بكل مواثيق الشرف الإعلامية ؟ وفي الحقيقة أنا لست ضد إنشائها وتعددها بل أفرح بكل مولود إعلامي جديد يساهم في رفعة الوطن و النهضة به و العمل على وحدته عبر خطاب وطني واضح ومتفق عليه . وأخيرا قد يتساءل البعض هل الشعب الليبي في حاجة إلى هذا الكم الهائل من القنوات الفضائية ، أم هي رغبة أصحاب المال وصناع القرار؟
■ الدكتور : عابدين الشريف
