شهد بيتي اليومين الماضيين احتجاجات واسعة قادها ابني المتمرد ركن قصي بسبب نوع السيارة التي اقتنيتها اليومين الماضيين وقد قضى الأولاد ليلهم كله يفتشون في النت عن الموديلات المحتملة لها حيث انني وعدت البائع بالشراء ولم اقم بجلبها الى البيت وحجبت عنهم الكثير من المعلومات حولها لمشاهدة منسوب الاحتجاجات كيف يرتفع و كيف ينخفض . تلك الاحتجاجات والاعتراضات قد تنضوي تحت حسنة التشاور المتعلقة بالأمور المنزلية من بيع وشراء واختيار وقرارات الإرادة المنفردة شريطة الا تستطيل الى العنف اللفظي او البدني والا تستطيل الى العصيان المدني والامتناع عن جلب المشتريات من اطعمة ومشروبات وعن نقل البنت الى كليتها او العودة بها منها او حتى لإضرام النيران في الإطارات في حديقة البيت او في الممرات التي تقود اليه.. اليوم صار الأولاد يتدخلون في كل شيء وقد يعترضون على كل شيء بدءا من نوع فاكهة وجبة طعام .. (دلاعة) او (قلعاوية) او قنينة مشروب مرورا ببيع سيارة او اقتناء غيرها أولون الطلاء الجديد للبيت او بعض مرافقه الى كل الأمور الاجتماعية الأخرى وقد اخذت تلك الاحتجاجات في بيوت ليبية كثيرة اخطر منحى حين استطالت الى العنف اللفظي والعنف البدني والتهديد بالقتل أيضا وحرمان الاب من بعض الحقوق التي منحتها الشريعة الإسلامية الغراء له وعلى راسها حق التزوج بأخرى ووقع الاحتجاج في بعض تلك الحالات حتى حين تموت الام او تتعطل بعض وظائفها تعطلا تاما او تعجز عن الاتيان بحقوق الزوج بسبب من الأسباب .. القصة تشير الى وقوع خلل كبير في المجتمع الليبي في كل المؤسسات التربوية من الاسرة الى المدرسة الى الاعلام الى الجامع الى المجتمع برمته .. فإصرار الاولاد على حرمان الاب من حقه في الزواج بأخرى حتى حين تغادر الزوجة الأولى الحياة او تتعطل وظائفها او يقوم بها مانع شرعي جريمة اخذت تنتشر سريعا فالأب الذي كابد مشاق الحياة منذ الطفولة والشباب ليتزوج ثم لينجب اولادا ثم لينفق عليهم من رب كبده .. يسهر ليناموا ويعطش ليرتووا ويجوع ليشبعوا ويمرض ليصحوا ويحرم نفسه من ملذات الدنيا وحتى من حذاء جديد او قميص جديد او هدمة جميلة ليتمرغوا هم في كل انعم الحياة ..وحين يشبون عن الطوق يحرمونه في جحود غريب حتى حقوقه الشرعية .. فهؤلاء اطلقوا النار تحت رجلي والدهم لمجرد تفكيره في الزواج وهذا قاطع والده بسبب زواجه على امه الميتة أساسا .. وهؤلاء جردوا الاب من كل حقوقه واملاكه قبل ان يتزوج ليحرموا الزوجة وما قد ينجم عنها من حقوق ويستأثروا بكل شيء وعشرات القصص الأخرى المثيرة والعجيبة التي اخذت في الانتشار في هذا المجتمع وانذرت بفساد عظيم وعقوق كبير وعندها فقط يتفطن الكثيرون انهم كانوا يربون في بيوتهم افاع رقطاء تعض وتنهش وتنفث .
* عبدالله الوافي