الإعام الليبي يعيش أسوأ مراحل التيه والضبابية وانعدام الرؤية، لا أهداف ولا استراتيجية عمل واضحة ولا حتى أولويات تمكنه من خالها معالجة أو على الأقل طرح لومناقشة ما يعانيه المواطن الذي يفترض أن تكون كل وسائل الاتصال السمعية والبصرية والمكتوبة موجهة إليه باعتباره المتلقي لما تطرحه ، عشرات المواقع والقنوات التلفزية بمنصاتها الإلكترونية وكم هائل من المحطات الاذاعية المسموعة ، لاهم لها إلا الإثارة وبث السخافات والأغاني الهابطة في ظل غياب السياسات الإعامية والرقابة والتحكم فيما ليتم بثه وقذفه من تلوث في أذن المتلقي .. ولا تجد في هذه القنوات اي خبر يهم المواطن ولا تتناول اية قضية لها عاقة بمعاناتة ، كل يغرد لخارج السرب بما يخدم مصالحه ومصالح مموليه ..! فحتى القنوات التي يفترض أنها قنوات رسمية تمول من خزينة الشعب لا حس ولا خبر، تاركة المجال للقنوات المؤد لجة التي توظف الخبر لخدمة اجنداتها وارتباطاتها وتوجهاتها السياسية والأمثلة على ذلك كثيرة لعل أقربها ، خبر إغاق معبر رأس الجدير بين لليبيا والشقيقة تونس وما رافق هذا الإغاق من تداعيات تناولتها وسائل إعام وقنوات عالمية وتم استغالها كمادة إعامية دسمة كل للبما يخدم أهدافه وسياساته الإعامية .. رغم لأهميته السياسية والاقتصادية للدولة الليبية ، باعتبار أن المعبر هو شريان اقتصادي يهم المواطن الليبي والتونسي ، وبقي المواطن الليبي يستقي الأخبار من منصات، ومواقع التواصل الاجتماعي غير الموثوق في صحتها ، و من قنوات أخرى كالعربية والجزيرة وغيرها ، في ح ظلت قناتي الرسمية والوطنية تعتمد نسياسة التجاهل وعدم المبالاة ولم تقدم للرأي العام حقيقة ما حدث وتأثيراته على الحياة اليومية لحركة السلع والبضائع والتجارة ب نالبلدين، ولم تسع حتى إلى البحث عن خبر ينفي أو يثبت استمرارية غلقه أو متى سيتم افتتاحه، بالرغم من أنه بإمكان هذه القنوات وحتى الصحافة المكتوبة أن تستجلي الأمر من المسؤولين ، من خال الاتصال بمصادر القرار الرسمية والقيام بمراسات ميدانية خدمة للرأي العام الذي من حقه عليها الحصول على الأخبار الصحيحة والمعلومات الدقيقة..ليفتح هذا الصمت الذي قد يكون ممنهجا ، مدى غياب الرؤية الذي تعانيه الساحة الإعامية الليبية، ما ترك المجال لوالأبواب مشرعة أمام نشر الشائعات وبث الأراجيف وإثارة الفن بين الشعبين الشقيقين من بعض الذين يصطادون في المياه العكرة ، ويجعل سكان الشريط الحدودي من البلدين يعيشون على وقع تلك الإشاعات التي تهدف إلى الكراهية وبث الفرقة .. فلمصلحة من هذا التجاهل ، والى متى تبقى المعلومة غائبة ؟! إن المصلحة مشتركة ومتساوية نالطرفين الليبي والتونسي وكل طرف في حاجة إلى الطرف الآخر لتداخل مصالح البلدين والشعبين .
■ عون عبدالله ماضي