غالبا ما ترتبط مواقف الدول والحكومات وسياساتها تجاه بعضها البعض أو تجاه القضايا الدولية الكبرى بما تضعه بين يديها وسائل الإعام ومصادر المعلومات من أخبار وما يصلها عبر وسائلها الخاصة أمنية واستخباراتية من معلومات تدفعها لتتبنى مواقفا جديدة أو التخلي عن مواقف سابقة ولعل ما حدث ويحدث في غزة الصامدة وما تتعرض له من عدوان صهيوني همجي وإجرامي منذ ما يقارب من ستة أشهر أثبت ذلك وأكده . فالمتابع لمراحل هذه الحملة الصهيونية منذ البداية سيلاحظ الضخ الإعامي الصهيوني لمدعوم من وسائل الإعام الغربي وتقديمه لعملية طوفان الأقصى على أنها فعل عدواني استهدف الكيان الصهيوني بلا مقدمات وسبب في وقوع ضحايا وأسر عدد من الجنود الصهاينة وروع عشرات ألألإف من الآمنن، وتلقف العالم الخبر بهذه الصورة وتداولته وسائل الإعام الدولية، وظل الرأي العام العالمي لأكثر من أربعة أشهر مخدوعا ومصدقا لهذا الادعاء ومتعاطفا با حدود مع (شعب الله المنهار)، مما زاد في شراسة الحملة وجعل قادة الحرب الصهاينة يرفعون من وتيرة التوحش والغطرسة يشكل متصاعد ويومي ، ويتعاملون مع أهل غزة بصلف وتطاول غير مسبوق ،خاصة بعد أن ضمنوا اصطفاف بعض يمن الدول المستعربة معهم سواء بصمتها المريب أو بمباركتها الخفية والمعلنة للعدوان أو بقمع الرافضن يله من أبناء الشعب العربي بمختلف البلدان العربية ومنعهم من الإلتحاق بركب إخوانهم المقاومن الفلسطينين لنصرتهم ودعمهم بالسلاح والمال والأرواح كواجب شرعي،تاركة الآلة الحربية الصهيونية تستفرد بشعب شقيق و أعزل تحاصر وتقتل وتدمر وتجوع وتنتهك الحرمات وتنفذ أبشع المجازر بنية الإبادة الجماعية المعلنة لأكثر من 2.5 مليون فلسطيني ،متوهمة بإن العالم سيظل مخدوعا ومصدقا لأكاذيبها وادعاءاتها ولعبها لدور الضحية والمعتدى عليها وصاحبة الحق في الرد على إلمعتدي بالطريقة التي تراها ..ولكن كان للحق جولته التي رفعت فيه السيشيال ميديا ووسائل الإعلام الرقمي الستار عن الكيان المغتصب وحولته بين ليلة وضحاها من ضحية إلى كيان مستتر بأساطيره مغتصب و مخادع وصاحب أفعال إجرامية يندى لها جبن الإنسانية ،موثقة في ألآف الفيديوهات والصور والتقارير الإخبارية الحية التي شاهدها العالم وإكتشف أكاذيب الصهيونية فصار كيانهم منبوذا ومرفوضا، خاصة في نظر من تعاطفوا معه في البداية، بل وأكثر من ذلك الكثير من الدول التي كانت تسانده تاريخيا بدأت في التهديد بمقاطعته وإيقاف التعاون والتبادل التجاري معه ومع شركاته وبنوكه ومؤسساته المالية في مختلف دول العالم وغيرت العديد من الدول موقفها من العدوان تنفيذا لمطالب شعوبها الحية التي انطلقت من حراك طلاب الجامعات الأمريكية و الأوروبية ثم توسعت لتعم جامعات العالم مع انضمام مختلف الشرائح الاجتماعية والمهنية الأخرى بما فيهم السياسيون ورجال الإعام الحر الذين ساهموا في كشف الوجه الحقيقي والبشع لهذا الكيان المغتصب .. فتحية لكل الجيوش الإلكترونية الفلسطينية والدولية التي أثبتت أن العالم فعا صار قرية، وتحية لها أيضا على انتصارها على جيش الاحتال لمن جهة ،وعلى وسائل الإعام التقليدي من جهة أخرى التي انهزمت في معركة الحق الفلسطيني وفقد الكثير منها مهنيته ومصداقيته ..
