ما تشهده الجامعات الأمريكية هذه الأيام من مظاهرات واعتصامات ضد العدوان الإسرائيلي على غزة وحرب الإبادة التي تقوم بها قوات الاحتال ضد المدنين في القطاع تعتبر نقلة نوعية في رد فعل الشارع الأمريكي وتطور جديد في تجاوب الرأي العام مع معاناة الفلسطينين يالتي حاولت البروباغاندا الصهيونية طمسها والتغطية عليها من خال تصوير هذا العدوان بأنه مجرد دفاع عن النفس ضد ما جرى في عملية طوفان الأقصى منذ نحو سبعة أشهر.الرأي العام الذي بدأ يتبلور في مختلف أنحاء الولايات المتحدة وساهمت حرب غزة في تشكيله فشلت كل وسائل الدعاية الصهيونية ومن ورائها اليمن الأمريكي المتطرف في تدجينه والتاعب لبه رغم الضخ المتواصل في وسائل الإعام لتبرير جرائم الإبادة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وتمكنت مجموعات شبابية بدون قيادة ولا أدوات سيطرة من توصيل رسالة إلى كل الشعب الأمريكي والعالم مفادها أن ما يجري في غزة لا عاقة لله بالدفاع عن النفس وإنما هو جريمة واضحة ضد الإنسانية هدفها إبادة الشعب الفلسطيني والقضاء على كل أمل له في إنشاء دولته المستقلة.. حرب غزة أفرزت جيا جديدا في الولايات المتحدة لم يعد يبالي بشعارات الأحزاب البراقة ولا بأكاذيب الساسة وترهاتهم، جيل يشبه إلى حدٍ كبير ذلك الجيل الذي أفرزته الحرب الأمريكية على فيتنام والذي حول الشوارع والميادين إلى ساحات للتظاهر وأماكن لاحتجاج ضد تلك الحرب لالظالمة، وكان له الدور الرئيس في إنهائها وانسحاب الجيش الأمريكي منها.مظاهرات الجامعات الأمريكية هذه الأيام تثير قلق الإدارة الأمريكية الحالية وترى فيها (فخ إنتخابي) يصعب تجاوزه أو النجاة من آثاره وتداعياته، وهو ما يفسر هذا العنف الذي تعاملت به قوات الأمن مع الطاب المعتصمن والارتباك الواضح في التعامل مع هذا الحدث الذي يكبر مع مرور الوقت ويتسع صداه مع آهات اليتامى والثكالى في فلسطن يالمحتلة.. صحيح أن القتال يدور في غزة وأن جرائم الحرب تقوم بها قوات الاحتال الإسرائيلي لكن أصداءها تتردد في واشنطن وتداعياتها تبرز بشكل واضح في البيت الأبيض والبنتاغون والكابتل هول .
* خالد الديبفي