الغضب الطلابي الذي عم عدد من الجامعات الأمريكية تضامنا مع أبناء الشعب الفلسطيني في غزة أزعج الإدارة الأمريكية إلى حد كبير حيث بدأت هذه الاحتجاجات الطلابية من جامعة كولومبيا في نيويورك الأسبوع الماضي لتمتد إلى بقية الجامعات في عدد من الولايات الأمريكية مطالبة بقطع صلات الجامعات الأمريكية بالجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها من الشركات المصنعة للأسلحة والمعدات العسكرية وهو ما توافق مع حالة من التوتر والاحتقان، إذ اقتحمت الشرطة الأمريكية حرم هذه الجامعات وفضت هذه الاحتجاجات بالقوة واعتقلت عددا من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، وقد ظهر في مقطع فيديو شرطي أمريكي شارك في الاعتداء على الطلاب وهو يبصق على العلم الفلسطيني الذي تم انتزاعه من طالب خ ال الاحتجاجات ولذلك فإن تمثال الحرية الذي ينتصب وسط ولاية نيويورك والذي يرمز إلى الديموقراطية والحرية ويختزل في تصميمة عبارة (الحرية تنير العالم) لا قيمة له و رمزيته التي تتخذها أمريكا شعارا لها هي رمزية مزيفة ولم يعد لها اي معنى اليوم؛ فقد كشفت الحرب على غزة زيف شعارات رائدة العالم الحر (أمريكا) تلك الشعارات التي طالما اتخذت ذريعة لغزو الدول والإطاحة بأنظمتها السياسية؛ فالعالم قاطبة شهد كيف اقتحمت الشرطة الأمريكية عدد من الجامعات في عدد من الولايات التي ندد طلابها باستمرار المذابح الإسرائيلية في غزة وأن تطال وتصل هذه الاحتجاجات الطلابية الجامعات العريقة في أمريكا وحتى أوروبا فهذا بحد ذاته انتصار للقضية الفلسطينية وتحول جذري في الرأي العام العالمي الذي طالما كان مغيبا عن ما يجري في فلسطين ولا دراية له عن تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وهذا الغضب المتصاعد سيكون له أثره المباشر على الانتخابات الرئاسية الأمريكية بشكل عام وإدارة بايدن بشكل خاص هذا العام، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن قضية الحرب على غزة صارت قضية رأي عام عالمي لم تفلح آلة الإع ام الأمريكية والإسرائيلية في طمسها وممارسة التضليل الإعلامي عليها وهو ما يقض مضاجع بني صهيون وحلفائهم الأمريكان والعرب أيضا !.
■ عبدالله سعد راشد