مقالات

أصداء

حبال السوء الليبية !

كان من المفترض بعد انقضاء شهر رمضان المبارك أن تمضي إجازة عيد الفطر بشكل سلس يتبادل المواطنون فيه التهاني وزيارات المعايدات ، كما هو معتاد ، إلا أن فرحة العيد تلاشت بعد أن عكرتها اندلاع اشتباكات مسلحة بين جهازين من الأجهزة التي تحظي بشرعية من الدولة ، وقمة التراجيديا والعبث الليبي أن هذه الاشتباكات جرت في قلب العاصمة التي ما نكاد أن نقول أنها نعمت بالهدوء والاستقرار إلا وجاء ما يعكر صفوها . لن نبحث في الأسباب التي أدت لما حدث لأن ذلك مهمة الجهات المختصة المنوط بها ذلك ، ولانريد أن ينتهي ما جرى على الطريقة الليبية (حبال سوء وطاحوا في بير) المسألة إذا كان البعض يراها كذلك فهي أبعد من أن تكون كذلك ، فالعودة لاستخدام العنف عند وقوع اي خلاف بين أجهزة تابعة للدولة سيؤدي لعواقب وخيمة وسيرسل إشارات غير جيدة للمجتمع الدولي على هشاشة الأوضاع الأمنية وعدم قدرة الحكومة في السيطرة على أجهزتها الأمنية ، وفي تقديرنا أن أول خطوة يجب القيام بها أن يبادر رئيسا الجهازين بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة للبحث فيما جرى ومعاقبة المخالفين ، صحيح أن الوضع تم احتواؤه بفعل الخيرين ، ولكن ما حدث له ما بعده ، ولاننسى أن بعثة الأمم المتحدة تتابع دقائق الأمور في ليبيا ، والسيد رئيس البعثة عبدالله باتيلي يستعد لتقديم إحاطة أمام مجلس الأمن حول الأوضاع في ليبيا منتصف شهر إبريل الجاري ، والبعثة استبقت الإحاطة ببيان اعتبرت أن حالة انعدام الأمن المزمن ليست إلا نتيجة لاستمرار الأزمة السياسية ولتآكل الشرعية المؤسسية . هكذا رأت البعثة حبال السوء الليبية ، وبمعني أن الاشتباكات فتحت الباب أمام مسائل أكبر نحن في غنى عنها الآن ، صحيح أنها استغلتها للحديث عن ضرورة إجراء الانتخابات ، ولكن هل ستترك الأمر يمر دون اي استغلال له . الفترة قادمة فترة حساسة للغاية ولابد من تكاثف الجهود بين الجميع لتمر دون منغصات ، والله من وراء القصد .

* عصام فطيس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى