هل حقاً العمال لهم عيد يحتفلون به كل عام .. ويكّرمون فيه لأنهم ناضلوا من أجل حقوقهم .. وهل حقاً تحصلوا عليها.. وانتهت الشغيلة والهيمنة وأصبح العمال أحراراً لهم حقوق وعليهم واجبات .. وهل الحركة العمالية التاريخية والنضالات التي تحركت وأُقيمت في العالم من أجل تحقيق حقوق العمال ونيل حقوقهم نالت مرادها من الأعمال المناسبة والأجور العادلة وساعات العمل الكاملة وظروف العمل الأمنية والصحية وغيرها من الضمانات الاجتماعية والاقتصادية. هل لم يعد هناك تحديات وتطلعات لمزيد من التحسينات في حقوق العمال، ومتفاوتة من بلد إلى آخر حسب إمكانيات كل بلد وظروفه الاقتصادية والصناعية .. هل الحركات النقابية والمجتمع اكتفى بالمطالبة بتحقيق المزيد من العدالة الاقتصادية والاجتماعية للعمال . كثير من العمال لايزالون تحت خط الفقر وجبروت رب العمل، لاحقوق ولاضمانات ولاامتيازات وعمال السخرة.. لايزالون في كل مكان .. يكابدون الحاجة والظلم من رؤوس الأموال والمرابين لايعرفون عيد العمال ولايتمتعون بمزايا .. عمال باليومية والأجر الزهيد .. تخدم تأكل وتشرب .. تركت العمل منعتك الظروف الصحية ولم تعد قادراً .. لامزايا ولارعاية ولاتأمين .. فأي عيد عمال الذى تعطى له إجازة .. وأين هؤلاء العمال الذين لايزالون في المصانع والمعامل والمزارع .. وخاصة نحن في ليبيا الذين ضاعت منا البوصلة ولم نعد نعرف من هم العمال وأين يتواجدون حتى نسارع بإصدار عطلة رسمية بمناسبة عيد العمال .. فهل لدينا عمال حتى يحتفلوا بيوم عيدهم؟ الذين في المزارع أجانب وعرب ويشتغلون مناصفة ولهم القول الفصل شركاء وليس عمال.. الذين يشتغلون في الأسواق وتجار الجملة .. رؤوس أموال وموظفون يتقاضون مرتبات وليسوا بعمال .. المتواجدون في القطاعات الخاصة .. المخابز ومحطات غسيل السيارات وعمال البناء ومافي حكمها .. يعملون لحساب أنفسهم ولديهم حسابات وتسعيرة هم من يفرضها ويقررها ومايتواجد من أعداد لا أول لها ولا من يعرف عددها ومن أية الجنسيات لا أوراق ولا جوازات ولابطاقات ولاحتى هويات يعملون ويأكلون ويشربون ويستهلكون وليسوا بعمال حتى يكون لديهم عيد .. الليبيون مترفعون بأن يكونوا عمالاً موظفين وأصحاب مشاريع .. يتقاضون مرتبات ولاعمل ولا إنتاج .. فكيف نضع أنفسنا مقارنة بالعمال الشغيلة المضطهدين بلاحقوق ولامزايا .. الذين من حقهم أن يحتفلوا بعيد يومهم .. أما نحن لماذا نصنف بأن لدينا عمال ومن حقهم الاحتفال وتكون لهم عطلة ويوم إجازة آخر .. فأين العمال حتى يكون لهم إجازة .. ونحن عطلاتنا تجاوزت الواقع .. لأنه لامرجعية لدينا ولا من يدعو إلى العمل والبناء . (خود مرتب واذهب اخدم على حالك) حتى وصل حجم إنفاق المرتبات إلى 65 مليار دينار سنويا .. ولا إنتاج ولاعمل .. ومبروك على العمال الاحتفال بعيدهم .
* رئيس التحرير