الموسيقا الآلية هي موسيقا تُؤلف للآلات الموسيقية بدون مُصاحبة نص أدبي غنائي . ومن أهم أنواع الموسيقا الآلية التي ظهرت في تاريخ الموسيقا خلال القرون الماضية : الموسيقا ذات الموضوع، أو ذات البرنامج وهي نمط من المؤلفات الموسيقية تحمل الكثير من المعاني والأحاسيس والانفعالات والعواطف الإنسانية ، إلى جانب التصورات الوصفية التي ضمنها فيها مؤلفوها ببراعة تامّة ومقدرة إبداعية فائقة ليستقبلها المتلقي وينفعل معها وتؤثر فيه ويتذوقها بعد فهم معانيها واستيعاب الرسالة المجردة التي تحملها. وهذا النوع من المؤلفات الموسيقية يختلف من هذه الناحية عن غيرها من المؤلفات الموسيقية البحثة المُجردة من المعاني التي لا تحمل أي مضمون وكتبت من أجل إظهار جماليات الموسيقا الكامنة في أنغامها وأوزانها الإيقاعية ، وفي توافق خطوطها اللحنية وفي تناسب ألوانها الصوتية الصادرة من مختلف الآلات الموسيقية التي تؤدِّيها . وقد بدأ هذا النوع من الموسيقا ذات الموضوع في الظهور في أوربا منذ أواخر القرن السادس عشر وبداية السابع عشر على هيئة مؤلفات تحمل أسماء وعناوين ، لم يسبق استعمالها من قبل ، مثل : الجو الهادي ، أنغام الطيور ، جمال الطبيعة ، خيال موسيقي وغيرها … وفي القرن الثامن عشر ظهرت مجموعة من المؤلفات الموسيقية كتبها المؤلف “كوبريني” لتؤديها آلة البيانو حملت أسماء : الفراشات ، وطواحين الهواء .
* د. عبد الله مختار السِّباعي
abdallasebai@gmail.com