مقالات

أنشدني ع الصحة

الصحة تاج على رؤوس الإصحاء لا يشعر به إلا المرضى [أنشدني عالصحة الله يخليك] دندن هاشم الهوني منذ زمن الستينات ووضع صوته الدافئ على الجرح النازف (الصحة) في بلادنا فمن التفريط في المال العام بإغداق الأموال على استيراد الأدوية إلى الشح حتى في حبوب علاج الصداع بعد مسيرة طويلة من ضياع البوصلة لدى وزراء ومسئولي الصحة نتيجة قفل الحقول و الموانئ النفطية منذ 2014 م لأكثر من مرة وتذبذب سعر الصرف وتناقص الدولارات في المصرف المركزي. اليوم كل المستشفيات والمجمعات والمستوصفات الصحية تعاني من مشاكل جمة من تناقص توفر الأطباء والمختصين فتجد طبيب مناوب واحد بين الأقسام والإسعاف تضطر مرغما إما لانتظاره ساعات طويلة وتحمل الوجع والألآم أو أن يتجه لإحدى العيادات أو المستشفيات الخاصة وتدفع آلاف الدينارات وبالطبع سيبدأ الطبيب الخاص بالفحص مقابل 30 دينار على الأقل للحالات العامة والحالات التخصصية حتى مائة دينار وتوجيه المريض لسلسلة من التحاليل والتصوير بتكلفة غالية ثم الدخول غالبا لدخول العيادة سريريا لمدة أيام بتكلفة فندق خمسة نجوم وإجراء عملية مكلفة جداً. رغم تحسن مرتبات الأطباء والعناصر الطبية أضعاف ما كانت عليه إلا أن الطبيب العامل بعقد أو طلب يتقاضى في مرتبات ومكافآت عالية جداً تجعلهم يفضلون المشافي الخاصة وترك المشافي العامة يحمل وزرها الأطباء الجدد والذين لا خبرة لهم وقلما تجد أطباء مختصين يلتزمون بعملهموفقا للمتوفر من الإمكانيات المتاحة استجابة لضميرهم ومراعاة قيمة العمل الإنساني وهؤلاء نرفع لهم القبعة عاليا ونقدرهم ونحترمهم. مئات المستشفيات والمجمعات والمستوصفات الصحية المنتشرة في الوطن وتجدها غير مجدية فعشرات المرضى المحدودين بعدد لايقبل بعده أي مريض ينتظرون دورهم وكثيرا من المشافي المجمعة والمتوسطة والصغيرة لا تجد فيها طبيب مختص وقد تعمل على برنامج التطعيمات للأطفال والكبار وغيرهم إن توفر اللقاحات المطلوبة والتي كذلك تكاد تتلاشى مثل الأدوية وقد يتوقف العمل بإعطاء الحقن ومداواة الجراح الناشئة فقط , وقد تعود المستوصفات لستينات القرن الماضي فتقتصر على ممرض يحل محل الطبيب لا قدر الله رغم أن الممرض في ذلك الزمن لا يستهان بخبرته التي لم تقل عن خبرة طبيب اليوم, أو نعود للكي بالمناجل عند آل شهبون ليس بمعنى الكي آخر العلاج ولكن العلاج الممكن اليوم لضعفاء الحال . رغم قيام وزارة الصحة ذات التفويض بصيانة أغلب المجمعات وإصلاحها معماريا وصارت ترقى إلى صفوف نظيراتها بالعالم الأوروبي لكن المحتوى مازال يعاني من نقص في الكوادر الطبية كافة حيث الملاحظ أغلب الموظفين فيها لا يمتون للصحة بصلة وإنما عمال عاديين . إن أي دولة يمكن للمرء قياس تقدمها وتطورها بالمواصلات الجيدة والنجاح في مجالات التعليم والصحة ومما ليس بالمتوفر لدينا البتة ، فالتعليم كان يمشي واليوم يحبو حبوا وبالتالي الصحة تتأرجح بخيط واه والطرق جلها مطبات وحفر أسمنتية أو طينية ، أما الفساد في مجال الصحة أستشرى حتى أزكمت رائحته الأنوف وتدخل النائب العام سابقا في كبح جماح بعض الفاسدين ، كما أن برنامج رئيس الوزراء الحالي وضع قرارا للتأمين الصحي للمتقاعدين ومنذ سنة تقريبا قبلت بيانات جل المتقاعدين وصدرت لهم بطاقات ولكن دون جدوى ولم يبدأ العمل بهذا القرار فعليا وكأن المسئول ينتظر أن يقض الجميع نحبه فتنتهي مأساة المتقاعد والذي أعطى لوطنه خير ربيع شبابه ولفظه هرما لا يقوى على شيء حائرا بصرف معاشه الزهيد الذي يساوي معاش ارملة على أدوية مقررة يوميا له من ضغط وسكر وغيرها، أصلح الله ولاة أمورنا وأضاء طريقهم لخدمة المواطن الذي يستحق أن يعيش في وطنه بكرامة وصحة موفورة حتى يبني صروحه المتهدمة من جديد .

 

■ محمد بن زيتون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى