مقالات

طبتم

تكريم .. خير !

في مُفتتح ثمانينيات القرن المنصرم، سطع بِسماءِ نادي (الأهلي بنغازي) نجم فتى أسمر قويُّ البُنية الجسمانية فارع الطول بارع – حد السحر – في مداعبة كرة القدم يُدعى (ونيس خير) برز في خانة الجناح الأيمن وعَزَّزَ قُدرته العالية على المراوغة، بِقدرة خارقة في المناورة (المدُهشة) وسرعة فائقة عند الانطلاق . ما أظهره الشاب الموهوب (ونيس خير) من امكانيات فنية تفوق سِنّةِ، وبدنية فارقة عن أترابه بفريق (الأواسط) حدا بِسلفهِ الذي سبقه على مضمار أصحاب القُدرات المهارية الخارقة (أحمد بن صويد) للدفع به في الموسم الكُروي 82 – 1983 إلى مصاف الفريق الأول قبل أن يُكمل ربيعه السادس عشر !. الفهد الأسمر الذي لُقّبَ بالجناح الطائر (ونيس خير) وُلِدَ كلَاعبٍ وترعرع في أروقة النادي (الأهلي بنغازي) وعاش مع فريق (المشوار الطويل) أزهى فتراته بالملاعب حيث تُوّجَ بكأس ليبيا في موسميّ 87 – 1988 ، 90 – 1991 وببطولة الدوري الليبي موسم 91 – 1992 .. ثم انتقل في الموسم 94 – 1995 إلى فريق (الأهلي طرابلس) وتُوّجَ معه بلقب بطولة الدوري، وفي خواتيم الموسم الموالي غادر من جدَّت عليه كِنية )الإعصار( الأروقة الأهاوية الخضراء بعد أن قرَّرت (القيادات الشعبية الاجتماعية) حل نادييّ الأهلي طرابلس والاتحاد على خلفية الأحداث (الدامية) التي تلت المباراة التي جمعتهما برسم (رباعي التتويج) وتفوَّق فيها الفريق الأهلاوي بهدف نظيف أحرزه مهاجمه (محمد مفتاح) إثر خطأ دفاعي فادح من لاعب الاتحاد (خالد الشبلي) لتعقب صافرتها الختامية، حالة هستيرية من (الشغب) رغم النهاية (الطبيعية) التي شهدتها المباراة المعنية !. من (الأهلي) الأخضر، عاد سمح الميعاد الكرُوي الفرجوي إلى )الأهلي( الأحمر واستقر في ربوعه إلى العام 2000 الذي أُوْقِفَ فيه نشاط ناديه (الأمُ) فَآثر الانتقال إلى جاره (السواعد) وبغلالته البُرتقالية، أنهى (ونيس خير) مشواره الحافل بكل ما هو (جميل) خُلقاً، ولعبًا . ليل الأحد قبل الفائت، ضربه نادي (الأهلي بنغازي) موعداً لتكريم نجم نجومه المعُتزل (ونيس خير) في مهرجانٍ بهيجٍ استضاف فيه فريق (الإسماعيلي) المصري المحُتفي بمئويته، للعب مباراة حبّية تفوَّق فيها أصحاب (المشوار الطويل) على ضيوفهم (الدراويش) بهدفين لصفر .. لتنتهي هذه الليلة الحمراء بهتاف صدحت به حناجر جماهير الكرة الليبية قاطبة :- )من القدر قناطير .. تستاهل يا ونيَّس خير( .

 

* إبراهيم الورفلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى