الصحافة في ليبيا تاريخ حافل بالعطاء .. أنشأها وأسسها وعمل فيها وقادرها رجال رسموا طريقها وملامحها ونقشوا حروفها وكتبوا معانيها بروح وطنية لاطمع في مناصب ولارغبة في سلطة .. إيمانهم وتربيتهم وثقافتهم أن سلطتهم هي ما يعبرون به ويكتبوه من أجل الوطن وضد كل السلبيات والتجاوزات .. طموحهم وفرحتهم .. صحافة قاومت الاستعمار وتصدت له بالكلمة القوية التي تبني ولا تخرّب تقرّب ولا تبعد تحب ولا تكره .. لها معاني وصدق بمهنية وحرفية ونزاهة .. يهابها المستعمر والمرتجف والخائف واللاوطني من صداها وتأثيرها تعاقب على تواصلها جيلاً بعد جيل .. ظلوا على المباديء التي لاتعرف المجاملة في الحق .. حتى علا صوتها وتوسعت في الانتشار والحضور بشباب ليس لديهم امكانيات .. حفروا بأنامل الإبداع وأبدعوا في العمل الصحفي والمجال الفني وتحدوا الصعاب وقارعوا من كانوا يعتقدون من الخبرات المصرية واللبنانية أن الصحفيين الليبيين الشباب لاقدرة ولا كفاءة لهم للعمل الصحفي ومعتركه .. ولكنهم تحدوا وأخذوا موقعهم بجدارة وأثبتوا بمهاراتهم تقدم وتطور الصحف والمجلات الليبية حتى كان يضرب بهم المثل .. ثم أزدادوا تألقاً عندما أتت نخب أخرى وتواصلت بالمسيرة الصحفية بأقل الامكانيات وإن كانت جلها يدوية .. وصاروا في طلائع المتميزين الذين حافظوا على الاستمرار في تقدم الصحافة شكلاً ومضموناً ومحتوى وشواهد تاريخ الصحافة في ليبيا تشهد وتعزز ذلك وهي مرحلة يطول الحديث حولها وفيها ولا تزال صامدة رغم كل الظروف التي مرت بها وكابدتها بدون امكانيات ولادعم ولا رعاية واهتمام من كل الحكومات التي توالت واحدة بعد الأخرى لم تراع جانب وأهمية الصحافة في ليبيا ولم تعطِ حق الصحفيين الاهتمام والرعاية وظلت النظرة والمعاملة السلبية العابسة نظرة النفور والإقصاء واللامبالاة .. لا لشيء إلا الخوف من الحقيقة التي جعلت المسؤول يهابها ولا يواجه الصحفي والصحافة .. وتجاهل أهميتها كسلطة تكشف سلبياتهم وتتابع قضاياهم وما أكثر قضايا المسؤولين (السلبية) وحتى الايجابية أحياناً .. وبالتالي ياسيادة رئيس الوزراء في الصحافة وفي ليبيا شباب وخبرات وكفاءات ورواد وأساتذة وقامات كلهم ليبيون يحتاجون إلى نظرة دعم بتوفير مايحتاجون من أجهزة وأدوات شغل وتقنية ومركوب وسيارات نقل وخدمات ودورات ومشاركات داخلية وخارجية في كل المحافل العربية والدولية .. أدعموا الهيئة العامة للصحافة وهي قادرة على تذليل كل الصعاب التي تعترضها حتى تستطيع زيادة المحافظة على كل ماكان موجوداً ومتميزاً وتتطور وترتقي بالإصدارات وبالصحفيين والفنيين والإداريين فالصحافة سلطة وسدٌّ لكل السلبيات ودعم لكل مايرتقى ويطور من عمل الدولة فهي للوطن ومع الوطن تقرب وجهات النظر بين كل الناس الذين يجاهرون بالحق .. أعطوا الفرص دائماً للقاء والحوار معكم ومع كل مسؤول استمعوا إلى أرائهم وكتاباتهم ومقترحاتهم وأفكارهم . الصحافة فن وشفافية وسلطة ومسؤولية وانتماء فإذا لم تكن لدينا صحافة راقية .. فإننا لازلنا لم نرتق إلى مستوى التحضر والتقدم .
* عبدالله خويلد