مقالات

على ضفاف الوطن

هل تتغير قاعدة الدعم ؟!

أمام انحياز الموقف الرسمي الأمريكي للكيان الصهيوني ودعمه الا مشروط عسكريا وسياسيا لتحقيق أهداف إسرائيل في إبادة الشعب الفلسطيني بأي ثمن ، طاب الجامعات الأمريكية يفاجئون العالم بالاحتجاجات والاعتصامات ضد الموقف المنحاز للكيان الصهيوني ويناصرون الشعب الفلسطيني من خال مشاهد الاحتجاجات الطلابية والشعبية التي اجتاحت أكثر من ثمان وخمسن جامعة ما يؤكد صحوة الضمير الشعبي الأمريكي، والذي تسرب أيضا إلى المدن والأوساط الطلابية في مختلف الدول الأوروبية رغم الاعتقالات والانتهاكات للحرم الجامعي ، وجعل من القضية الفلسطينية تتحول من إطارها المحلي والإقليمي لتصبح قضية إنسانية تهم الإنسان في كل العالم ، بل هي قضية العصر كما وصفها المناضل نيلسون مانديا .. كل ذلك يرجع لصمود المقاومة واستبسالها في الدفاع عن غزة رغم فارق الاستعداد والإمكانات ورفض أبناء غزة كل محاولات التهجير القسري التي يتعرضون لها، الأمر الذي جعل الأمريكين يتساءلون ، عن أسباب ودوافع هذا الإنفاق والانحياز من قبل حكومتهم لدولة ترتكب إبادة جماعية ضد شعب أعزل ؟ بل ويحملونها مسؤولية الدمار الذي تتعرض له غزة ويعتبرون إسرائيل غير قادرة على فعل كل ذلك لولا دعم الإدارة الأمريكية ووقوفها معها في المحافل السياسية والدولية . السؤال الذي يجب أن يطرح اليوم هل تغيرت قاعدة الدعم الشعبي الأمريكي ، بعد أن كانت للكيان الصهيوني إلى دعم حقوق الفلسطينيين ؟! وما الذي يجري في المجتمع الأمريكي، الذي تحكمه وتتحكم فيه اللوبيات اليهودية المتطرفة بمساندة رجال الكنيسة المسيحية الإنجيلية، والمؤسسات المالية اليهودية الكبرى المهيمنة على الاقتصاد الأمريكي ؟ أن ما يحدث اليوم في الجامعات الأمريكية وكل عواصم العالم يدعونا إلى التوقف والتأمل .. يدفعنا إلى دراسة ما يحدث واستثماره ، من قبل العقل السياسي العربي الذي يجب أن يتحرك لاستثمار صحوة الضمير الأمريكي والمستويات المتصاعدة من الدعم للفلسطينيين، ومعارضة ما يخطط له الكيان الصهيوني في فلسطين .. من خال خلق لوبيات عربية مماثلة في الأوساط الشعبية الأمريكية للدفاع عن القضايا والحقوق العربية .

* عون عبدالله ماضي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى