في الاسبوع الأول من شهر يناير من العام الجاري ونظرا للصعوبات الجمة التي واجهت الممثل المقيم للأمن العام لأمم المتحدة السيد عبدالله باتيلي توقعنا أن يكون مصيره كمصير سابقيه الذين ابتلعتهم الأزمة الليبية و وضعت حدا لمساعيهم للتوصل لحل للأزمة . على ما يبدو فإن باتيلي وصل لقناعة بصعوبة الاستمرار في العمل مع متصدري المشهد السياسي في ليبيا الذين كانوا سببا رئيسيا في الإطاحة بممثلي الأمن العام لأمم المتحدة واحدا تلو الآخر ، باتيلي حاول خال الأشهر الماضية أن يجمع الأطراف الليبية على مائدة للحوار ، واصطدم بعقليات وعقول متشددة تفننت في وضع العقبات أمام أي لقاء ليبي ليبي يضع حدا لما نحن فيه (أشرنا إلى ذلك في مقالات سابقة) فلم تنجح رحلاته المكوكية بن الرجمة وبنغازي وطرابلس وتونس ولقاءاته مع الأطراف الليبية والإقليمية والدولية في تقريب وجهات النظر وإزالة جبال الجليد بينهم بالعكس ، بل ازدادت تدهورا وتشددا وأدرك أن استمراره إضاعة لمزيد من الوقت والجهد . الآن بعد استقالة باتيلي ،ماهي السيناريوهات المتوقعة المدة القادمة ؟ وهل تعني هذه الاستقالة عودة الأزمة الليبية لمرحلة الجمود ؟ وهل ستسعى الأمم المتحدة لتكرار سيناريو ما بعد استقالة غسان سامة وتكليف ستيفاني ويليامز ، وتقوم هذه المرة بتكليف ستيفاني خوري بتسيير بعثتها إلى أن يتوافق مجلس الامن على بديل لها ؟ ماهو مصير اللقاء الذي قام باتيلي بالإعداد له طوال المدة الماضية لجمع الفرقاء الليبين ؟ استقالة باتيلي جاء في توقيت حرج وحساس ومن ضمن ماتعني أنه لا انتخابات قريبا .. وبقاء الأوضاع على ماهي عليه لنهاية العام الجاري ، وإلى أن تباشر السيدة خوري الملف ، سنضع ايدينا على قلوبنا مع تمنياتنا بعدم حدوث أي تصعيد قد يحرق الأخضر واليابس.
* عصام فطيس