محلياتمقالات

على ضفاف الوطن

المضحك .. المبكي ..!!

أثارت وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني في السجن ردود فعل كبيرة في أمريكا والغرب حيث وصف خبر وفاته بالنبأ الفظيع وتعالت أبواق الدعاية الغربية لتضخيمه مطالبة بمقاومة النظام الروسي ، وهي تعدد مناقب وبطولات أليكسي ودفاعه عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ، ومعارضته الشرسة لما أطلقت عليه الآلة الإعلامية الغربية النظام القمعي في روسيا، وبأنه قد كرس حياته لمقاومة دكتاتورية بوتن ونظامه ، ولم يتأخر البيت الأبيض من جهته في إعلان حزنه العميق وانزعاجه ! بل إن حلف شمال الأطلسي ذهب إلى أبعد من ذلك حيث طالب بفتح تحقيق شامل يكشف ملابسات ، وفاة نافالني، ومحاسبة المسؤولين عن هذا الحدث المؤلم ! بينما مقتل أكثر من ثلاثين ألفا من أبناء غزة وهدم وجرف عشرات الآلاف من البيوت وتشريد مليون فلسطيني صار لحافهم السماء وفراشهم الأرض يبيتون في العراء بفعل آلة الحرب الصهيونية في حملة إبادة ممنهجة وغير مسبوقة في العصر الحديث ، هو أمر مشروع وغير مؤلم لا يستحق الإشارة إليه أو حتى استنكاره ! هذه هي أمريكا زعيمة العالم الحر كما ينظر إليها المغفلون العرب تعتمد سياسة الكيل بمكيالين وتتصرف بمنطق القوة مدعومة بمن يدور في فلكها من الدول الغربية، لاترى فيما يجري في غزة من قتل ودمار حدث مؤلم ولا أنه مأساة رغم أن قضايا الإنسانية لا تتجزأ ، فالإنسان هو ذاته في روسيا أو كندا أو في فلسطين أم أن الدم العربي هو ماء شديد الملوحة غير صالح للشرب ! إن المتابع لما يسوق له إعلاميا وما تتناوله الصحافة الأمريكية والأوروبية لحملة الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني تؤكد الانحياز في دعم الكيان الصهيوني وإطلاق العنان لجنون آلته العسكرية وبدعم مباشر وغير مشروط من البيت الأبيض لمزيد من القتل والدمار وتصفية القضية الفلسطينية ومحو اسم فلسطين من الخارطة السياسية نهائيا كما فعلوا مع أمة الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين ، بل إن الإدارة الأمريكية وفي ظل جبن وخوف النظام السياسي العربي وانبطاحه المخزي ، تعمل على إثارة حالة من عدم الاستقرار والفوضى في كامل المنطقة العربية وما تقوم به من هجمات على اليمن تحت ذريعة تهديد الحوثيين للملاحة الدولية هو في حقيقته ضربات استباقية لحماية حدود الكيان الصهيوني وأمنه القومي وإعطاء الضوء الأخضر لما يسمى بإسرائيل الحق في ضرب أي هدف في المنطقة وتهيئة الرأي العام الدولي مسبقا بأنها تواجه تحديات أمنية على حدودها ، في وقت تعاني فيه دول الجوار من مصاعب اقتصادية وأمنية وعدم استقرار .
* عون عبدالله ماضي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى